مستقبل قاتم في إنتظار التعليم بعد الحرب
تقرير: سودان تايمز
تساوؤلات كثيرة يطرحها المجتمع السوداني عن مصير التعليم بعد انتهاء الحرب الدائرة الأن وبالأخص الشهادة الثانوية لأنها أكثر مرحلة حرجة لاتقبل التصعيد بدون امتحان مثل مرحلة الابتدائي.. بعدما تسببت الحرب في توقف العملية التعليمية بأكملها وتضررت البنية التحتية من مدارس وجامعات في العاصمة الخرطوم منا جعل التكهن بما ستؤول إليه العملية التعليمية صعبا للغاية. في هذا الإطار تحدث لسودان تايمز ، عامر السر الموجه التربوي وعضو لجنة المعلمين بمحلية شرق النيل عن المشاكل التي تواجه طلاب الشهادة الثانوية٢٠٢٢-٢٠٢٣ حيث قال 🙁 هنالك مدارس لم تكمل إجراءات الإمتحانات خصوصا المدارس الخاصة وأيضا هنالك طلاب نزحوا ولم يكن معهم إثبات شخصية ويندرج تحت ذلك حالات الغش مثل الطلاب الذين يدرسون (منزلي) و(إتحاد معلمين) لأنهم غير مراقبين في حال تم امتحانهم في منازلهم ولابد من تكليف طالب جامعي لمراقبة الطالب الممتحن مثلا… وأذكر أن مثل حالات الغش هذه حدثت من قبل خاصة في ظل هذه الظروف التي نعيشها الآن التي يغيب فيها الأمن تمامآ .. وأيضا من المشاكل التي تعرقل المسيرة التعليمية توقف رواتب المعلمين الذين لم يتسلموا سوى راتب شهر أو شهرين في بعض الولايات من جملة شهور عدة)، وأضاف:(بالنسبة للولايات الامنه التي فتحت مدارسها علي سبيل المثال ولاية نهر النيل يبرز تساؤلا مهما وهو كيف يكون سيتم العمل بدون تقيوم من وزارة التربية والتعليم؟ السؤال الذي لايستطيع الوزير نفسه الإجابة عليه) ، مشيرا إلى أن مسألة التقويم مهمة تعكسها الوزارة علي الموجهين وهم كذلك يعكسونها علي المعلم والطالب .. لكن في هذه السنة العمل يسير بدون خطة).
وانتقد عامر القرار رقم ٤٥ الذي أصدرته وزارة التربية بنقل ممتحني الشهادة الابتدائية الي المتوسطة أي النقل للصف التالي بدون إمتحان ، مؤكدا أنه قرار غير سليم.. وزاد بقوله:(طلاب الشهادة الثانوية الذين نزحوا خارج الوطن يواجهون مستقبلا مظلما ومصيرا مجهولا لأنه في حال قرر الطالب الدراسة بالدولة التي نزح إليها في مدارس سودانية .. لا يمكن أن يمتحن بها إلا بالتقويم الذي تصرح به وزراة التربية والتعليم في السودان وهو ليس معروفا إلي الآن ، مبينا أن كثير من السودانيون النازحين خارج الوطن يعانون من أزمة مالية حادة بسسب الحرب وبالمنطق كيف لولي أمر يعول أسرة بها ستة طلاب أن يتكفل بهم وهو لايملك قوت يومه ؟ واوضح:(الأهم من ذلك إلي الآن هنالك مدارس تعاني من نقص حاد في الكتاب المدرسي والاجلاس .. والوزارة لاتستطيع أن تؤمنها للطلاب بالإضافة إلي إلي كتاب الصف الثالث المتوسط لم تتم طباعته حتى الآن.
من جهته تحدث لسودان تايمز الاستاذ محمد عبدالله ابوقرجة عن اشكالية الممتحنين للشهادة السودانية بقوله:( حتي الان كل مااعلمه هنالك دفعة واحدة فقط من الطلاب للعام الماضي لم يمتحنوا .. هؤلاء يمكن أن إعادة العام الدراسي لهم إذا وضعت الحرب اوزارها لأن في الأصل لايوجد تراكم دفعتين).
واردف:( لجوء ونزوح المعلمين فرارا من الموت والقتل العشوائي والبحث عن كسب العيش وعدم صرف مرتباتهم واستحقاقهم لثمانيه اشهر متتالية كفيل بعرقلة المسيرة التعليمية).
وأشار ابوقرجة إلى إن لم تنته الحرب لايمكن التكهن بمصير العملية التعليمية .. ا والحرب تتسبب في كل يوم وليلة تحولات جديدة بالغة الصعوبة).
ومن جانبه اوضح الاستاذ سامي الباقر المتحدث بإسم لجنة المعلمين لسودان تايمز ان هناك جانب مهم من الممكن أن يؤدي إلي انهيار التعليم بعد الحرب بسبب نزوح ولجوء كثير من المعلمين والتلاميذ داخل وخارج أرض الوطن وإمتهانهم مهن أخري من أجل كسب العيش هذا الواقع بإمكانه أن يخلق واقعا جديدا يتشكل كل مرة إذا طال أمد الحرب، مشيرا الي أن هنالك معلمين من الممكن أن يبتعدوا عن حقل التعليم ويمتهنوا مهنا بديلة وزاد:( عندنا نماذج كثيرة في الولايات التي نزح إليها المعلمين وربما لايعودون الي هذه المهنة مرة أخري) وختم حديثه قائلا:(المعلمون الذين لجأوا لخارج أرض الوطن بحثا عن حلول بديلة أخري سيعقد ذلك المشهد حتي بعد إنجلاء الحرب).