السودان: مطالبة بتدخل الشرطة العسكرية لحماية الغابات من القوات النظامية
الخرطوم : حفيظة جمعة
أقر مدير الهيئة القومية للغابات بالإنابة آدم محمد بابكر بتدهور القطاع الغابي في البلاد وما يصاحبه من عدة إشكاليات، وقال إن استراتيجية وخطط الغابات أن تصبح 25% من مساحة البلاد قطاع بتنفيذ خطط سنوية لزراعة 6 ملايين فدان سنوياً، لكنه قال إن قلة الإمكانيات ومحدوديتها وعدم توفر الدعم من المالية تتم فقط زراعة مليون و200 ألف فدان، وذلك بمجهوداتنا ومساعدة بعض المواطنين بينما مساحة 5 ملايين فدان لا نستطيع الوصول إليها، وأضاف (نحن بصدد تنفيذ 3 مشاريع وأخرى في المستقبل بما فيها مشاريع ضمان الغذاء الذاتي).
وقال بان الهدف من مشروع البترول الإستفادة من المياه وتنقيتها والإستفادة منها في زراعة الغابات، وأكد في ورشة الانبعاثات وتدهور الغابات الذي نظمته منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج تقليل الانبعاثات الناتجة عن إزالة وتدهور الغابات بقاعة محمد علي بالهيئة القومية الغابات أمس أن لديهم إصطاف في مناطق البترول ويعملون بتكامل بتمويل من شركات البترول في إطار المسؤولية المجتمعية، وأشار إلى أن شريحة المعدنين الذين يستخدمون وقود حطب الأشجار مما اعتبره عمل مدمر للبيئة، داعيا الدولة على الحرص بإرجاع الحقوق لأهلها، وهنا أوضح أن عربات القوات النظامية تعمل منذ النظام السابق في شحن ونقل فحم الأشجار، وقال وقتها كنت قد إعترضت على ذلك وتعرضت لمحاولة تصفية وسرعان ما طالبت بتدخل الشرطة العسكرية لحماية الغابات، ويعتبر بابكر انها واحدة من الآليات التي يمكن أن نعالج بها مشكلة القوات النظامية، وتابع قائلا هذه تحتاج إلى جلسة مع القائد العام للقوات المسلحة بجانب تنسيق على أرض الواقع حتى يتم ردع المتفلتين من الجيش وهذه من الأشياء المهمة في هذه المرحلة، وشدد على ضرورة تحويل المباني إلى أخرى صديقة للبيئة لتفادي القطع السنوي للغابات واستخدامها في المباني.
المستوى المعيشي
وقالت مديرة برنامج خفض الإنبعاثات الناتجة عن إزالة وتدهور الغابات (الرد) الدكتورة، سيدة علي خليل إن همهم دعم المشاريع ورفع مستوى الدخل المعيشي للسكان حول الغابات، كما ألمحت إلى أن برنامج خفض الإنبعاثات له فوائد محلية وعالمية وأن البرنامج معنية به الدول النامية والتي فقدت جزء كبير من القطاع الغابي، وأكدت مساهمة البرنامج في إستعادة القطاع الغابي الطبيعي بجانب إسهامه في التخفيف من التغييرات المناخية، وأضافت أن البرنامج بدأ منذ العام 2008 بعد انضمام السودان لمفاوضات كيوت، وأعلنت د.سيدة أن البرنامج يمر عبر 3 مراحل، أولا مرحلة التحضير والسودان في هذه المرحلة يعتبر تقييم للوضع والمنوط بها الخروج باستراتيجية ودراسات عميقة للحصول على المعلومة ونشر الوعي عبر البرنامج ومن ثم أهم شيء برنامج القياس للوصول إلى إدارة مستدامة للغابات، وأشارت إلى أن الكربون يباع بالطن لادخاله في إنشاء المشاريع والتنمية لكل خدمات السكان، وذكرت اثناء حديثها توصلوا عبر دراسة مهمة باستخدام الأراضي وملكيتها، وبينت أن هناك غابات تابعة لحكومة السودان وهناك غابات للهيئة القومية وغابات تحت سيطرة السكان أي الغابات الشعبية بجانب أن هناك غابات المؤسسات مملوكة لشركة سكر كنانة، وقالت إن هناك آلية لجبر الضرر وتقاسم الفوائد أي أن المشاريع الغابية في أي منطقة يستفاد منها لتفادي النزاعات وبصورة عادلة، وأشارت ثانيا إلى مرحلة التنفيذ والتي تعتمد على الإستراتيجية والخطة وتشمل القطاعات المؤثرة سلبا وايجابا ومهددات ومسببات تدهور القطاع الغابي خاصة الزراعة والمراعي وهذه تؤثر سلبا باعتبارهم المستفيدين بالإضافة إلى ملكية الأرض وفرص العمل، وأضافت ثالثا مرحلة تسويق البرنامج ويركز على 3 ولايات بل ويرتكز على مستوى المعيشة وبدائل الطاقة وهذا سيحدث نقلة كبيرة وبالتالي سوف نعمل قياس بصورة علمية لمعرفة النتائج ومن ثم مرحلة الإدارة المستدامة أي المنوط بها استعادة الغابات من التدهور، وقالت د.سيدة أن آلية برنامج خفض الانبعاثات( الرد) ذو فوائد لكل دول العالم وفقا لاسترتجيتها وخططتها، وتابعت قائلة إن البرنامج يهدف إلى الابتعاد عن إزالة الغابات والمساهمة في حمايتها للمحافظة على البيئة بجانب سبل كسب العيش لسكان حول الغابات والريف وإدارة مستدامة للغابات، داعية إلى إشراك القطاع الخاص وفق نهج البنك الدولي لعقده اجتماعات إضطرارية لكل القطاعات الخاصة في الدول بحيث يجسد ذلك في اسهامهم ودعمهم لبرنامج (الرد)، لكنها تساءلت كيفية إشراك القطاع الخاص في السودان.
حماية الغابات
في وقت ذكرت عدة فوائد اقتصادية وبيئية واجتماعية وإدارة رشيدة للقطاع الغابي من خلال فرص العمل والتعليم والحماية وبدائل الطاقة، وهنا عددت د.سيدة فوائد ناجمة عن برنامج الرد منها خاصة حماية التنوع الحيوي وحماية الأراضي الزراعية وحماية مجرى النيل وبالتالي الفوائد تعتمد على طبيعة أي دولة بالإضافة إلى المساهمة في تنمية المدن والمساهمة الواضحة في الدخل القومي، وقالت يعمل برنامج الرد في تغيير سياسات القطاعات المسببة سلبا وفي إدارة التعدي على الغابات، ونوهت أثناء حديثها إلى تعرض قطاع الغابات إلى تعدي خاصة من قبل القوات النظامية ولا زالت مستمرة، وفي هذا الاتجاه أشارت إلى شركاء برنامج خفض الانبعاثات الناتجة عن إزالة وتدهور الغابات (الرد) والتي تشمل منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) بجانب الجمعية السودانية لحماية البيئة والتي نفذت عملا كبيرا خلال الفترة الماضية في كل الولايات بالإضافة إلى منظمة (سوا السودان)، وأوضحت أن برنامج الرد في 3 قارات رئيسية امريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وفي أي إقليم معمول له شبكة من منظمات طوعية، وقالت هنا في السودان بإشراف من البنك الدولي تم اختيار منظمة سوا السودان لتصير من ضمن الشبكة الأفريقية والتي تدار عبر (موبيدو) في كينيا ولديهم إجتماعات دورية وتمويل عبر البنك الدولي.