شئون الأنصار: ملتقى تسامح الديانات يصب الزيت في نار الفتنة الدينية
الخرطوم: سودان تايمز
وصف هيئة شئون الأنصار الدعوة للملتقى الأخوي الأول للتسامح والسلام الاجتماعي لجميع الديانات اليهودية والمسيحية والمسلمة والهندوسية واللادينيين، الذي سيعقد بفندق كورنيثيا بالعاصمة السودانية الخرطوم غداً بأنه سيفتح الباب لصب الزيت في الفتنة دينية، وقال بيان هيئة شئون الأنصار (إن دعوة ممثلي ديانات وعقائد لا وجود لها في السودان في ظل هذه الظروف الاستقطابية يعتبر صبا للزيت على النار، وسيفتح الباب لفتنة دينية وتطرف داعشي يسمم الأجواء المتسامحة في السودان).
ووقع وزير العدل السوداني في السادس من يناير الماضي الاتفاق الإبراهيمي مع وزير الخزانة الأمريكي، فيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإحتفال بتطبيع بين السودان واسرائيل سيكون خلال الأسابيع القادمة.
وناشدت هيئة شئون الأنصار حكومة الفترة الانتقالية بمكونيها المدني والعسكري ألا تشارك في مثل هذه الملتقيات التي تحقق نقيض ما ترفع من شعارات، وتفتح الباب لردود أفعال تهدد الأمن القومي السوداني.
وقالت الهيئة إن ملتقى التسامح الديني والتعايش السلمي والسلام الاجتماعي يجيء في ظل مناخ فيه تجاذب بين دعاة التطبيع مع إسرائيل والرافضين له؛ مما يشير إلى أنه ملتقى قصد به وضع أهل السودان أمام الأمر الواقع الداعي إلى التطبيع؛ خاصة وأن صاحب المبادرة لا يخفي تأييده للتطبيع بل أعلن أنه متكفل بتأجير طائرة تقل سودانيين للسفر إلى دولة الكيان الصهيوني لتأكيد تأييد أهل السودان للتطبيع مع إسرائيل؛ ويؤكد ذلك مشاركة الحاخام ديفيد روزن بمخاطبة الملتقى من القدس.
وجددت هيئة شئون الأنصار موفقها الرافض للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني؛ باعتبارها دولة تمثل كيانا مغتصبا ومعتديا وعنصريا وغريبا وظالما باحتلاله لدولة فلسطين وتشريد شعبها بما يتناقض مع القيم الإنسانية النبيلة ومبادئ حقوق الإنسان التي نصت عليها الأديان، وروح العدالة التي نصت عليها المواثيق الدولية.
وأشار البيان إلى أن هيئة شؤون الأنصار عقدت في فبراير 2020م في منتداها الشهري (التدين الواعي والوطنية الراشدة) ملتقى ضم عددا من العلماء والمفكرين والسياسيين وصدر عن الملتقى الحكم الشرعي المجرم للتطبيع، والموقف الأخلاقي الرافض للتعامل مع المعتدي، وأن التطبيع يتناقض مع المصلحة الوطنية؛ وهو الموقف الذي سجله الحبيب الراحل الإمام الصادق المهدي في آخر ما خطه يراعه قبل الرحيل؛ ونؤكد أن الهيئة ستظل وفية للمبادئ التي جاهد من أجلها سلفنا الصالح ومضى على دربها الإمام الراحل، وستكون حارسة لمشارع الحق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وذكر البيان أن أهل السودان صاروا مضرب المثل في موضوع التعايش السلمي والتعايش الديني وظلوا ينشرون ثقافة التسامح عبر مؤسساتهم الدينية وكياناتهم الاجتماعية وطرقهم الصوفية، ولا يوجد في المجتمع السوداني تطرف ديني أو استعلاء ثقافي أو تمييز عنصري، والأصوات المتطرفة والمغالية التي تظهر هنا وهناك تعتبر شاذة وغريبة على أهل السودان وهي تمثل مفاهيم مستوردة من بيئات لا تشبه البيئة السودانية المتسامحة.