اعتقالات للاجئين السودانيين فى ليبيا

أفاد عدد من اللاجئين السودانيين المقيمين في شرق ليبيا بأن أقاربهم تعرضوا للاعتقال من قبل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي، وذلك على خلفية عدم امتلاكهم إقامات قانونية سارية داخل الأراضي الليبية. وأوضح اللاجئون أن حملات المداهمة التي نفذها الجهاز استهدفت أماكن العمل والطرق الرئيسية، وأسفرت عن توقيف أعداد كبيرة من السودانيين، بينهم شبان يحملون وثائق رسمية صادرة عن السلطات الليبية، إلا أنها لم تُعفهم من الاحتجاز.
جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي أعلن عبر منشورات متفرقة على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” أنه ضبط عدداً من الأجانب من الجنسية السودانية لا يحملون ختم دخول رسمي أو إقامات سارية، وتم تحويلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة تمهيداً لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم. ووفقاً لما رصدته منصة “دارفور24″، فقد شملت حملات الاعتقال مدناً عدة في الشرق الليبي، من بينها درنة، بنغازي، المرج، طبرق، إجدابيا، والبريقة، إضافة إلى جالو والجفرة في الجنوب، وسرت في وسط البلاد.
من بين الحالات التي تم توثيقها، تحدثت لاجئة سودانية تُدعى “أم أحمد” وتقيم في مدينة درنة، عن اعتقال ابنها البالغ من العمر عشرين عاماً، رغم امتلاكه بطاقة الحصر الأمني وشهادة صحية صادرة من الجهات الليبية المختصة. وأكدت أن السلطات نقلته إلى أحد مراكز الإيواء، حيث لا يزال محتجزاً بانتظار البت في مصيره، سواء بالترحيل أو الإفراج.
لاجئون آخرون رفضوا الكشف عن هوياتهم لدواعٍ أمنية، أفادوا لـ”دارفور24″ بأن السلطات الليبية في الشرق لم تعد تعترف ببطاقة الحصر الأمني التي كانت تُستخرج سابقاً في مدينة الكفرة كنقطة حدودية عند دخول اللاجئين السودانيين. وأشاروا إلى أن هذا التغيير في الإجراءات فاقم من معاناة اللاجئين، وجعلهم عرضة للاعتقال والترحيل دون مراعاة لوضعهم القانوني السابق.
في السياق ذاته، كشف أحد أعضاء الجالية السودانية في شرق ليبيا أن المئات من السودانيين محتجزون حالياً في سجن قنفودة بمدينة بنغازي، بالإضافة إلى سجون أخرى في إجدابيا والكفرة، حيث ينتظرون تنفيذ قرارات الترحيل. وأضاف أن الحملات الأمنية لا تزال مستمرة، ما دفع العديد من السودانيين إلى التزام منازلهم خوفاً من الاعتقال، خاصة أن فترات الاحتجاز قد تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر قبل تنفيذ إجراءات الترحيل بتهمة الدخول غير النظامي.
وبحسب المصدر ذاته، فإن فرع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في مدينة درنة قام خلال الأسبوع الجاري بترحيل 28 سودانياً إلى فرع الجهاز في بنغازي، دون أن تتمكن أسرهم من التواصل معهم حتى الآن، ما أثار قلقاً واسعاً بين أفراد الجالية السودانية في المنطقة.
في ظل هذه التطورات، طالب لاجئ سوداني يُدعى إسماعيل عيسى السلطات السودانية بالإسراع في تنفيذ برامج العودة الطوعية، مشيراً إلى أن الحملات المكثفة التي تنفذها السلطات الليبية جعلت من البقاء خارج السجون أمراً بالغ الصعوبة. وأوضح أنه اضطر إلى ملازمة منزله لتجنب الاعتقال، ويعتمد حالياً على تحويلات مالية من أسرته في السودان لتغطية احتياجاته المعيشية، إلى حين تمكنه من العودة.
عيسى أشار أيضاً إلى أن آلاف السودانيين في مدن ليبية أخرى يواجهون ظروفاً مشابهة، ويسعون للعودة إلى بلادهم، إلا أن إغلاق طريق المثلث نتيجة سيطرة قوات الدعم السريع عليه حال دون تنفيذ تلك الخطط، وزاد من تعقيد الوضع الإنساني للاجئين.
من جانبها، أعلنت القنصلية السودانية في مدينة بنغازي شرقي ليبيا عن بدء عملية تسجيل وحصر السودانيين الراغبين في العودة إلى البلاد، وذلك بعد ما وصفته بتحسن مطّرد في الأوضاع الأمنية. وأوضحت القنصلية في بيان صحفي تلقته “دارفور24” أن التسجيل سيتم عبر رابط إلكتروني مخصص، أو من خلال مراجعة مكاتب الجاليات السودانية في مناطق وبلديات الجنوب والشرق الليبي، وتشمل المرج، البيضاء، شحات، القبة، درنة، طبرق، البريقة، إجدابيا، جالو، أوجلة، الكفرة، سبها، والجفرة.
ودعت القنصلية جميع الراغبين في العودة إلى إتمام عملية التسجيل قبل تاريخ 25 سبتمبر المقبل، لضمان إدراجهم ضمن برامج العودة الطوعية التي يجري العمل على تنفيذها بالتنسيق مع الجهات المعنية.