تمدد الحرب … سيناريو متجدد للمأساة الإنسانية في دارفور

تمدد الحرب  …  سيناريو متجدد للمأساة الإنسانية في دارفور

تقرير : سودان تايمز

أوضاع مأساوية بالغة التعقيد يعيشها سكان إقليم دارفور – غرب السودان ، جراء استمرار الإقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ومنذ اندلاع الحرب في ١٥ أبريل الماضي، شهد الإقليم وبعض الولايات الأخرى موجات نزوج ولجوء غير مسبوقة، إذ قدرت منظمة شباب من أجل دارفور (مشاد) أن عمليات النزوح واللجوء الى دول الجوار من سكان اقليم دارفور جراء الحرب الدائرة في البلاد تجاوزت 73% ، وذلك حسب الاحصائيات التي قامت بها فرق المنظمة المنتشرة داخل الاقليم .

واعتبرت المنظمة أن ارتفاع حالات النزوح واللجوء الى دول الجوار من سكان الاقليم هي الأعلى منذ اندلاع حرب الخامس عشر من ابريل ،وذلك لإحتدام الصراع بعد ان سيطرت المليشيات على عدد من المناطق داخل الاقليم .

وتشير المنظمة وفقآ لإحصائيات مكاتبها بولايتي شمال وغرب دارفور ،ان مدينة الجنينة والفاشر شهدت خلال الأيام الماضية موجات لجوء لأكثر من 50 ألف شخص متوجهين الى دولة تشاد ،وذلك لتجدد القتال في المدينتين ،واستهداف المليشيات الممنهج للمدنين .

وأكدت المنظمة أن النزوح الجماعي للمدنيين في شمال دارفور مستمر وان غالبية الأحياء والمعسكرات التي تجاور المناطق العسكرية اصبحت شبه فارغة من المدنين .

ونوهت المنظمة الى ان موجات النزوح واللجوء من مدينة زالنجي مستمرة ايضآ ، ولم يتوقف منذ ان سيطرت الدعم السريع على المدينة ،وان مخيمات النازحين بمدينة زالنجي تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية .

وأشارت (مشاد) الى أن الاوضاع في مخيمات الاجئين بدولة تشاد متردية جدآ ،ويعاني اللاجئين من نقص حاد في المياه والغذاء ومواد الإيواء ،مع شح الخدمات الطبية وانعدامها ببعض المخيمات .

وناشدت المنظمة الجهات والمنظمات العاملة في مجالات حقوق الانسان الاقليمية والدولية والمحلية ،بضرورة التنسيق من أجل إنقاذ حياة المدنين.

وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت في تقرير لها، أن الحرب المستعرة في السودان شردت أكثر من ٢.٥ مليون سوداني بين نازح ولاجئ، ولا سيما في دارفور.

و:بلغ عدد النازحين في مختلف أنحاء السودان “مليوني شخص”، وفق ما أعلنت في (20/يونيو الماضي 2023) المفوضية العليا للاجئين.

ومن جهتها أحصت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني. وقالت إنّ “550 ألف شخص فرّوا إلى الدول المجاورة”.

وكان المجتمع١ الدولي تعهّد خلال اجتماع عقد في جنيف تقديم مليار ونصف دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الانسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.

ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكّان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة “غير مسبوقة”، وفق تعبير الأمم المتّحدة.
وعلى الرغم من تلك الجهود، الا أن هناك فجوة كبيرة في الغذاء والدواء، لعدم تمكن فرق المنظمات الدولية من الوصول إلى المخيمات أو مناطق القتال.

وفي الأيام الماضية استأنف طرفا القتال مفاوضاتهما بمدينة جدة، بعد توقف دام لأشهر، ويأمل السودانيون أن تفضي تلك المفاوضات الى وقف اطلاق النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *