ضحايا لطائرة مسيرة استهدفت نازحين فى جنوب كردفان
جوم بطائرة مسيّرة يستهدف نازحين في جنوب كردفان وسط تصاعد القصف وتدهور الوضع الإنساني
في تصعيد جديد للعنف ضد المدنيين في ولاية جنوب كردفان، استهدفت طائرة مسيّرة صباح السبت الأول من نوفمبر 2025 مخيمًا للنازحين في منطقة العباسية تقلي، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف السكان الذين فرّوا من مناطق القتال. الهجوم يأتي في سياق عمليات عسكرية متواصلة تنفذها قوات الدعم السريع بالتنسيق مع الحركة الشعبية، وتشمل قصفًا مدفعيًا وغارات جوية على مناطق مأهولة، ما فاقم من الأزمة الإنسانية في الإقليم وأدى إلى موجات نزوح جديدة.
استهداف مباشر
أكدت مصادر عسكرية لموقع “الترا سودان” أن قوات الدعم السريع وحلفاءها من الحركة الشعبية نفذوا صباح السبت غارة جوية بطائرة مسيّرة استهدفت مقر سكن النازحين في منطقة العباسية تقلي، الواقعة ضمن ولاية جنوب كردفان. وأوضحت المصادر أن الهجوم أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، لم يتم حصرهم حتى الآن بسبب انقطاع شبكات الاتصال في المنطقة. ويأتي هذا الاستهداف في وقت يشهد فيه الإقليم تصعيدًا عسكريًا متواصلًا، حيث تتعرض مناطق متعددة لقصف مدفعي وغارات جوية، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من السكان خلال الأيام الماضية.
قصف متكرر
أشارت المصادر ذاتها إلى أن قوات الدعم السريع والحركة الشعبية تواصلان تنفيذ هجمات متكررة على المناطق المدنية المأهولة بالسكان، بهدف بثّ الرعب ودفع المواطنين إلى النزوح. وأوضحت أن منطقة العباسية تقلي تأوي مئات النازحين الذين فرّوا من المناطق الشرقية نتيجة الاستهداف الممنهج الذي تمارسه هذه القوات ضد المدنيين. وتُعد هذه الهجمات جزءًا من نمط متكرر في العمليات العسكرية التي تستهدف تجمعات سكانية، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن سلامة المدنيين في جنوب كردفان، خاصة في ظل غياب الحماية الدولية وغياب الاستجابة الإنسانية الكافية.
استعدادات هجومية
كشفت المصادر العسكرية أن قوات الدعم السريع والحركة الشعبية بدأت منذ عدة أيام في حشد قواتها استعدادًا لشن هجمات على مدينتي الدلنج وكادوقلي، اللتين تتعرضان بالفعل لقصف مدفعي وغارات جوية بطائرات مسيّرة بشكل مستمر. وأفادت بأن هذا التصعيد العسكري يندرج ضمن خطة موسعة للسيطرة على مناطق استراتيجية في جنوب كردفان، وسط تدهور متسارع في الأوضاع الأمنية والإنسانية. ويُخشى أن تؤدي هذه التحركات إلى تفاقم الأزمة القائمة، خاصة مع استمرار استهداف المناطق التي تأوي نازحين ومواطنين غير قادرين على مغادرة مواقعهم بسبب الحصار المفروض.
أزمة إنسانية
قال الناطق باسم النشاط الطوعي موسى عيسى لموقع “الترا سودان” إن النازحين في جنوب كردفان يواجهون أوضاعًا إنسانية متدهورة، تشمل نقصًا حادًا في الغذاء والمأوى والخدمات الصحية. وأوضح أن الحصار الذي تفرضه ميليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية على مدينتي الدلنج وكادوقلي أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية لعدة أشهر، ما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية داخل الأسواق المحلية. وأضاف أن المواطنين والنازحين باتوا غير قادرين على شراء احتياجاتهم اليومية، ويعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية التي لا تكفي سوى لعدد محدود من المحتاجين، ما يزيد من حدة الأزمة ويهدد حياة الآلاف.
هجوم سابق
في سياق متصل، كانت قوات الدعم السريع قد نفذت يوم الجمعة الموافق 31 أكتوبر الماضي هجومًا جويًا استهدف مخيمًا للنازحين في منطقة “كلبا” بمدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان. وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أطفال وامرأتين، بالإضافة إلى إصابة أربعة آخرين تم نقلهم إلى المستشفى المرجعي بالمدينة لتلقي العلاج. ويُعد هذا الهجوم امتدادًا لسلسلة من العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين في مناطق النزاع، ما يثير قلقًا متزايدًا بشأن سلامة السكان المحليين ويضع المجتمع الدولي أمام تحديات متعلقة بحماية المدنيين في مناطق النزاع المسلح.
