أمواج وعواصف

أمواج وعواصف

 

العمل السياسي …تخفيف الإنقسامات

الإنقسام في المجتمع السوداني صار عميقاً، حتى بين القوى المدنية (منظمات مجتمع مدني وأحزاب)، التأيد المفرط من القوى السياسية سواء للقوات المسلحة أو مليشيا الدعم السريع، حتى ما عرف بفئة المثقفين طالها الإنقسام، خاصة تجمع المهنيين، الذي وقع جزء منه برئاسة دكتور علاء الدين نقد مع تأسيس.

الإنقسام بين موافق القوى المدنية سبق إندلاع الحرب، وظهر جلياً في الجدل حول الترتيبات الأمنية بالإتفاق الإطاري، بحيث ساند الدعم السريع جينها مواقف قوى الحرية والتغيير، التي خرج منها الحزب الشيوعي وحزب البعث الأصل.

وعند أندلاع الحرب تمايزت مواقف القوى السياسية، حيث أخرجت قوى الحرية والتغيير كل كوادرها من البلاد خوفاً من الاعتقال من قبل جهاز المخابرات، بحجة أنهم أقرب إلى الدعم السريع، وتركت الساحة دون قوى سياسية ليملأ الفراغ قوى الحرية والتغيير التي دعمت إنقلاب 25 إكتوبر 2021

إنقسام القوى المدنية، يعود إلى تكوين تحالفات القوى المدنية، حتى قبل سقوط حكومة عمر البشير،  فقد كانت الحركات المسلحة جزء من التحالفات خاصة نداء السودان، الذي كانت الجبهة الشعبية كتلة أساسية

السؤال هل كانت تحالف القوى المدنية في حده الأدنى عبارة عن وقة وقعت عليها مكونات التحالف لإستعادة الديمقراطية والحكم المدني ولا قناعة لأعضاء التحالف بها، غالبية الشعب السوداني أجمعت على (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل)، لكن ظهر الخلاف وعدم الاتساق خلال حكومة الفترة الإنتقالية بحيث لم تتقدم في البناء الوطني، بإعتبار التشظي في تجمع المهنيين كان لصالح أحزاب الحرية والتغيير، والقطيعة بين المجلس المركزي للحرية والتغيير ولجان المقاومة. حينما طالبت لجان المقاومة بمقاعد في المجلس التشريعي الذي نصت عليه الوثيقة الدستورية الموقعة مع المجلس العسكري.

الإنقسام الحاد في المجتمع السوداني يستوجب عودة الأحزاب السياسية وتحالفاتها للعمل وسط الجماهير على غرار التجمع الوطني الديمقراطي، الذي كان جزء منه في خارج البلاد يعتمد على بندقية جون قرنق حينها، والآخرين في تجمع الداخل ينادون بالتحول الديمقراطي ولم يتركوا الساحة للإنتهازيين، فقد كان التجمع بؤرة للمقاومة، ورتق لمكونات المجتمع السوداني بإعتبار أن الأحزاب السودانية بمختلف أدلوجياتها فيها قوميات كل السودان

العمل السياسي سيقلل من حدة عسكرة البلاد في ظل الانقسام بسبب الحرب بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع، لذلك على الأحزاب بالداخل تدشين العمل السياسي في الولايات الآمنة كمقاومة لعسكرة المجتمع ووضع لبنات للتحول المدني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *