توتر سياسي واقتصادي بين السودان وكينيا

توتر سياسي واقتصادي بين السودان وكينيا

تصاعدت التوترات بين السودان وكينيا بعد أن أصدر وزير التجارة السوداني، عمر أحمد محمد علي، قرارًا بوقف استيراد جميع المنتجات الكينية عبر كافة الموانئ والمعابر والمطارات السودانية. وجاء هذا القرار على خلفية استضافة كينيا لاجتماعات ضمت قوى سياسية سودانية وحركات مسلحة، والتي وقعت مع ؤميثاقًا سياسيًا في نيروبي، بهدف تشكيل حكومة موازية للسلطات في السودان. وقد أثارت هذه الخطوة احتجاج الحكومة السودانية، التي وصفتها بأنها “مؤامرة لتأسيس حكومة للدعم السريع”.

في المقابل، أكدت قوات الدعم السريع التزامها بتوسيع التعاون الاقتصادي مع كينيا، حيث صرح مستشار قائد القوات، الباشا طبيق، أن قواته ستفتح المجال أمام استيراد جميع المنتجات الكينية، وعلى رأسها الشاي، مشددًا على أن الجهات المسيطرة على بورتسودان لا تملك القدرة على منع تدفق السلع إلى السودان، خاصة مع سيطرة الدعم السريع على 70% من مساحة البلاد، والتي تمثل الأسواق الأكثر استهلاكًا للشاي الكيني. كما أكد طبيق أن السودان سيعمل على تصدير منتجاته إلى الأسواق الكينية وفق معايير التبادل التجاري العالمية، بعيدًا عن ما وصفه بـ”الابتزاز والترهيب” الذي تمارسه بعض الأطراف التي تسعى لاستمرار تبعية السودان لدول معينة.

ويحتل السودان المرتبة السابعة بين أكبر مستوردي الشاي الكيني، وهو المصدر الأول للعملة الصعبة في كينيا، حيث بلغت وارداته منه حوالي 45 مليون دولار سنويًا، ضمن إجمالي التبادل التجاري بين البلدين الذي يصل إلى 72 مليون دولار، وفقًا لتقرير بنك السودان للعام 2021-2022. وعلى الرغم من أن صادرات السودان إلى كينيا لم تتجاوز 500 ألف دولار خلال نفس الفترة، إلا أن القرار السوداني بحظر الاستيراد قد يؤثر بشكل واضح على تجارة الشاي الكيني.

من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية السودانية أن كينيا، باستضافتها لاجتماعات نيروبي، قد “تنكرت لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الإفريقي ومعاهدة منع الإبادة الجماعية”. وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تتعارض مع قواعد حسن الجوار وتتناقض مع التعهدات السابقة التي قدمتها كينيا بعدم السماح بقيام أنشطة عدائية ضد السودان على أراضيها، ووصفتها بأنها “إعلان عداء لكل الشعب السوداني”.

في المقابل، ردت الحكومة الكينية ببيان رسمي أكدت فيه أن الاجتماعات التي استضافتها نيروبي تهدف إلى “تسريع جهود إيقاف الحرب والتوصل إلى اتفاق بين السودانيين”، نافية أن يكون ذلك انتهاكًا لسيادة السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *