السودان يغرق في بحر المعاناة : كارثة إنسانية تتفاقم، وجراح الحرب السودانية لا تهدأ

السودان يغرق في بحر المعاناة : كارثة إنسانية تتفاقم، وجراح الحرب السودانية لا تهدأ

 

حسام بدوي

في أبريل 2023، شقت حرب جديدة طريقها إلى السودان، ألحقت جراحاً عميقة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.

آثار هذه الحرب لم تقتصر على الدمار المادي والخسائر البشرية، بل امتدت لتشمل أزمة إنسانية واسعة النطاق، تمثلت في موجات متصلة للنزوح واللجوء بشكل متصاعد، وانتشار للجوع وسوء التغذية، وانعدام الخدمات الصحية وتدهور للخدمات الأساسية.

ومع استمرار الأزمة الإنسانية في التفاقم أدت الحرب إلى نزوح ما يقرب من 11.3 مليون شخص، لجأ 3 ملايين منهم إلى البلدان المجاورة للسودان : منها جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان وأوغندا، مما يجعلها واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم.

ويعاني النزوح ظروفاً إنسانية بالغه السوء في معسكرات النزوح ودور الإيواء، ونقصاً في المياة النظيفة والغذاء، كما يعاني الأطفال حرماناً من التعليم وتتحدث منظمات دولية عن تزايد العنف القائم على النوع الاجتماعي.

ويواجه حوالي 25.6 مليون شخص في السودان مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، مع تأكيد ظروف المجاعة في (مخيم زمزم) للنازحين داخلياً في الفاشر و 13 منطقة أخرى في تسع ولايات تم تحديدها على أنها معرضة لخطر المجاعة.

أدى تفشي الأمراض المتعددة وانهيار نظام الرعاية الصحية إلى تفاقم الوضع الإنساني. ووفقًا لتحديث مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الصادر في 1 أكتوبر، فإن حوالي 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية، وحتى 15 أكتوبر، تم الإبلاغ عن أكثر من 24000 حالة إصابة بالكوليرا، بما في ذلك حوالي 700 حالة وفاة مرتبطة بها.

وتمثل الأزمة الإنسانية وكيفية انسياب المساعدات والإغاثات مع ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وغيرهم تحدياً حقيقياً بالنسبة للجهات الفاعلة الإنسانية.

والحقيقة أن عدم وصول المساعدات على نطاق واسع إلى المحتاجين يشكل مصدر قلق آخر للمجتمع الدولي والمنظمات والفاعلين السودانيين في ظل التقارير التي تفيد بتعنت أطراف الصراع بشأن مرور المعونات ما يزيد من معاناة السودانيين ويهدد حياتهم ويجعلهم محاصرون بويلات الحرب ومخاطر الموت تحت الغارات الجوية أو سقوط القذائف العشوائي، وإن نجو من ذلك فإنهم لن ينجوا من مخاطر الموت جوعاً أو مرضاً، وبين الخيارين يقف غالبية الفاعلين مكتوفي الأيدي وحائرين بين تعنت الجيش ومراوغة الدعم السريع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *