تداعيات الفيتو الروسي
عمود قضية
احمد خليل
قبل كل شي ان الدعوة الى وقف الحرب في السودان والوقف الفوري للاعمال العدائية وحماية المدنيين مسؤلية السودانيين والمجتمع الدولي وقبلها ان تتطلع القوات المسلحة السودانية والدعم السريع الى الارتقاء الى مسؤليتهم الاخلاقية والانسانية لوقف معاناة الشعب السوداني من قتل ونزوح وانتهاكات جسيمة يتعرض لها السوداني
وتسببت الحرب في نزوح نحو 11.3 مليون شخص، بينهم 3 ملايين تقريبا إلى خارج السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون الإنسان التي وصفت الوضع بأنه “كارثة” إنسانية، في حين يواجه نحو 26 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي.
في ظل هذا الوضع تحرك المجتمع الدولي الى اصدار قرار دولي لايقاف الحرب حيث قدمت بريطانيا وسيراليون مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية بالسودان وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزق البلاد منذ أبريل 2023.
حيث رحب بالقرار 14 عضو في مجلس مما دفع المندوب الروسي ديمتري بوليانكسي اللجوء لخيار الفيتو لاسقاط قرار يلزم طرفي الصؤاع الى ايقاف الحرب في السودان
الى هنا نسترجع الى عدد المرات التي لاجئت فيها دولة الاتحاد السوفيتي وروسيا الى استخدام الفيتو منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، بلغ عدد مرات استعمال حق النقض 293 مرة. استخدمه الاتحاد السوفياتي ووريثته روسيا 143 مرة، والولايات المتحدة 83 مرة وبريطانيا 32 مرة و فرنسا 18 مرة، بينما استخدمته الصين 16 مرة .
يظل السؤال القائم ماهي مبررات روسيا لاستخدام الفيتو الاجابة واضحة وضوح الشمس لدى روسيا مصالح وتطلعات معلومة ترتبط بمشروعات كبيرة في مجالات الموانئ والذهب والبترول، إلى جانب مشروعات إعادة الإعمار ما بعد الحرب .
خاصة ان لروسيا ملف سيء في مجال حقوق الانسان داخل روسيا فكيف لها ان تراعي وتدافع عن الانسان السوداني فهي ما زالت تنتهك وتفرض قيودا على المواطن الروسي الذي وقف ضد العدوان والغزو الروسي على اوكرانيا حيث واجهت الاصوات المعارضة لها بمزيد من القيود حيث
فرضت السلطات السلطات الروسيا مزيدًا من القيود الصارمة على حرية التعبير، والتجمع السلمي، في حملة مستمرة على المعارضة الرافضة للعملية العسكرية في أوكرانيا، وفرقت الشرطة الاحتجاجات السلمية ضد الحرب والتجنيد العسكري، وغالبًا باستخدام القوة المفرطة، وقبضت على أكثر من 19400 شخص، من بينهم صحفيون يغطون الاحتجاجات، وواجه معظمهم غرامات باهظة، أو احتجازًا إداريًّا
وهذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها روسيا موقفاً سلبياً ضد قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالسودان هذا العام حتى يعلم الشعب السوداني الدول التي تقف وراء استمرار الحرب من اجل مصالحها الذاتية من اجل السيطرة على الدهب وايجاد قواعد على ساحل البحر لذا امتنعت روسيا عن التصويت على قرارين سابقين أيدتهما 14 دولة. الأول، في مارس الماضي، وكان قد دعا إلى وقف فوري للأعمال القتالية خلال شهر رمضان. والثاني في يونيو الماضي، وكان قد طالب بوقف حصار قوات “الدعم السريع” لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وطالب القراران معاً بإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بصورة كاملة وسريعة وآمنة ومن دون عوائق.
نحن امام واقع دولي معقد لذا على القوى المدنية ان تعمل على استقطاب الشعب السوداني الى العمل معا من اجل وقف الحرب