حماية المدنيين واجب وهدف سامي ونبيل.
فتحي محمد عبده
في مستهل هذا الأسبوع، بادرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بحملة دعت فيها كافة الأطراف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان في ظل أعمال العنف والاقتتال المستمرة.
على الرغم من أن مسؤولية حماية جميع الأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية وعدم تعريضهم للأذى بجميع أشكاله تقع على عاتق الأطراف المتحاربة كُلٍ في مناطق سيطرته، إلا أنه من خلال الأشهر الماضية من عمر هذه الحرب الإجرامية، اتضح جليًا أن جميع الأطراف غير حريصة على الالتزام بهذه المسؤولية، مما جعل من الضرورة الملحة على القوى السياسية والمدنية والمجتمعية وجميع الفاعلين والفاعلات السودانيين/ات التحرك الجاد لقيادة حملات ضغط على الأطراف المتقاتلة للقيام بهذه المسؤولية.
لقد ذهبت الحملة أبعد من ذلك وطالبت بتحديد مناطق مدنية آمنة داخل السودان محمية بقوة مستقلة خالية من الأعمال العدائية، تُسحب منها القوات المتقاتلة ويُحظر فيها القصف المدفعي والجوي بجميع أشكاله. وأعتقد أن هذه النقطة في غاية الأهمية التي يجب التركيز عليها من جميع الجهات، لأنه طوال الفترة الماضية كان المدنيون هم الأكثر تضررًا من العنف والمعارك وتعرضوا لجميع أشكال الانتهاكات البشعة.
علينا أن نعمل سويًا لدعم جهود حماية المدنيين في كل أنحاء السودان، ولا أعتقد أن هناك أحدًا قد يختلف على هذا الهدف السامي والنبيل.