الحرب تضاعف معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في السودان

الحرب تضاعف معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في السودان

كسلا – مصعب نصر الله

مع تطاول أمد الحرب في السودان تفاقمت معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة التي تشمل الحركية والسمعية والبصرية والذهنية خصوصاً بعد توقف مراكز التأهيل التي تقدم لهم الخدمات الطبية والتعليمية.

وأسهم الوضع المتأزم في غياب الدعم المعنوي للنواحي الاجتماعية والنفسية لدي شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تقطعت بهم السبل بين نازحين ولاجئين دخل البلاد وخارجها.

أزمات ومشكلات

الباحث الاجتماعي حسين مبارك قال لـ (سودان تايمز) إن “كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة عانوا الأمرين خلال الحرب حتى في المدن السودانية الآمنة، إذ يجدون صعوبة بالغة في توصيل المعلومات التي يرغبون في معرفتها من خلال لغة الإشارة التي لا يجيدها كثير من الناس.

وأضاف : يواجه البعض منهم في مناطق الصراع المسلح مخاطر تهدد حياتهم بسبب عدم مقدرتهم على سماع دوي الرصاص والقذائف المدفعية التي حصدت أرواح كثير منهم.

وتابع : على رغم وجود فئات متعلمة منهم، إلا أنهم يواجهون أزمة كبيرة في التوظيف بالقطاعين الحكومي والخاص.

خارج الخدمة

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في العاصمة الخرطوم منتصف أبريل 2023، خرجت كل المؤسسات المتخصصة لرعاية المصابين بالإعاقات الخاصة عن الخدمة.

ويبلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة 4.1 مليون شخص، يمثلون 4.6 في المئة من مجموع السودانيين، وفقاً لآخر تعداد سكاني أجري في البلاد عام 2008، إذ تؤكد دراسات حديثة أن المعوقين سمعياً يمثلون أكثر من 35 في المئة من جملة ذوي الإعاقات الأخرى، أي نحو 470 ألفاً، بحسب اتحاد الصم السوداني.

وكانت أربعة مراكز في ثلاث ولايات قد أطلقت نداءات استغاثة، إذ تشهد تدفقاً للنازحين من أصحاب الإعاقات، بمن فيهم شريحة الصم والبكم الفارين من أهوال الحرب.

مخاطر عديدة

في السياق، تشير الاختصاصية النفسية محاسن نصر الدين في حديثها لـ (سودان تايمز) إلى أن “أصحاب الإعاقة السمعية مشكلاتهم مضاعفة نتيجة الحرب الدائرة في البلاد، خصوصاً عدم مقدرتهم على سماع ما يدور عن الصراع في ظل اعتمادهم على لغة الإشارة، إلى جانب عدم سماع دوي الرصاص والقذائف المدفعية، إذ أنهم غير قادرين على التصرف وتفادي المخاطر.

ولفتت إلى أن “توقف المراكز التدريبية الخاصة بتأهيلهم أسهم في ضياع مستقبلهم، فضلاً عن أن لديهم فرص في التطور والتعافي والخروج من الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعايش معها المصابون بالإعاقة السمعية، مما يتطلب دعمهم معنوياً ومادياً لتسيير أنشطتهم التي أوقفتها الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *