مولانا إسماعيل التاج : كان لابد من وجود قوة أمنية لجمع المعلومات و تحليلها لحماية الثورة
البعض كان يعتقد أن التقرب من العسكر قد يفيد كثيراً و كان إجراء خاطئ
حوار: أحمد خليل
بإسهابٍ تحدث القيادي بالحرية والتغيير وتجمع المهنيين مولانا إسماعيل التاج عن الأخطاء التي وقعت بها القوى السياسية والمدنية والتي أدت إلى عودة الإسلاميين مجدداً إلى المشهد، مشيراً إلى إجراءات تحصين الإنتقال التي كان يجب أن تحدث لتحول دون الردة، و أوضح التاج حوجة القوى المدنية والديمقراطية لبناء ثقة وأن تجلس في مائدة مستديرة لأجل الوصول إلى حل وفق إجراءات ذكرها بالتعدد من خلال الحوار الآتي..
_لقد بدأت ارهاصات الحرب مع الثورة وكنتم تتعاملون كحرية و تغيير و تجمع مهنيين بعد نجاح الثورة بشكل عفوي مع الإسلاميين و مع المجلس العسكري، لماذا لم تقوموا بحسمهم؟
عندما تقوم بثورة تحاول تثبيت هذه الثورة و تعمل على تمكينها، كلنا كنا نعلم الشعب السوداني و المجتمع الإقليمي والدولي شراسة نظام الإنقاذ و دمويتهم، و في هذه الحالة تحتاج إلى تمكين الثورة و تحتاج أن تعمل على حمايتها، في أثناء الاعتصام كان يوجد الشباب المعتصمين كل كان بنادي بأنهم يكونوا جزء من الأجهزة الأمنية والعسكرية والقوات المسلحة حتى تتماشى مع الثورة ، كانت المظاهر واضحة جداً بأنه مالم يتم تحصين الثورة بصورة أو بأخرى بأنه قد تحدث انتكاسة بصورة أو بأخرى و رغم ذلك كان التفاؤل سائد بين كثير من الناس في أثناء الاعتصام، كانوا متخوفين من حدوث فض للاعتصام و كانت روح الثوريين تقول لهم أنه لن يحدث فض للاعتصام ولن تحدث انتكاسة، هذه ثورة مختلفة ولكن قوى الردة كانت تعمل بجد واجتهاد و هذه واحدة من الأشياء التي كان يجب العمل عليها و الالتفات إلى ضرورة وجود قوة أمنية تعمل على جمع و رصد المعلومات و تحليلها، و بالتالي كيفية التصدي لها وكيفية حماية الثورة، و بالرغم من ذلك كانت توجد مجموعات تعمل بصورة شخصية أو بصورة فردية مثل الطيب يوسف كان يعمل مع مجموعه من ضباط الشرطة ، الثقة الكبيرة في المجلس العسكري لم تكن في محلها، البرهان هذا الرجل كان يثبت بأنه ليس جدير بالثقة و أنه يجب عزله بصورة أو بأخرى .
_هل كانت القوى المدنية موحدة آنذاك؟
القوى المدنية الديمقراطية لم تكن على قلب رجل واحد، كانت تأكل في بعضها البعض، بعض القوى السياسية أو بعض الأفراد وعلاقتهم بالعسكر يعتقدون أن التقرب من العسكر قد بفيد كثيراً وأنا أعتقد أنه كان إجراء خاطئ منهم كما اتضح، فتم فض الاعتصام ثم الانقلاب العسكري ثم الحرب اللعينة، كل هذا نسبة لعدم وجود جسم يعمل على جمع المعلومات و تحليلها و تقديمها إلى القيادات السياسية في الحرية والتغيير بصورة أو بأخرى حتى ولو كان تم تشكيل لجنة أمنية حقيقية ، لذلك عندما حدثت الحرب وجدنا أنفسنا في معضلة كبيرة، ولم نكن نعرف ماذا نفعل وكيف يتم تأمين الناس بصورة أو بأخرى، واعتقد أنه في النهاية وضعتنا نحن في أماكن خطرة جداً، المسألة لم تكن شخصية بالنسبة لك اصبحت حتى بالنسبة إلى أسرتك
(ترك القارب بما حمل للبرهان ليفعل ما يفعل أدى إلى تضخيم ذاته و أحلامه)
_ماذا كانت تفعل الحرية والتغيير؟
(الحرية والتغيير كانت قاعدة ساى) حتى المعلومات التي اتضحت قبل فترة فيما يتعلق بتسجيلات الفساد، يحتمل أن يكون للبعض علم ولكن هى مسألة تغيب المعلومات مثل ما ذكرت ، لنتحدث في مجال واسع القوى الثورية و القوى الديمقراطية ليست الحرية والتغيير كلها لم تكن على قلب واحد لحماية الثورة بالعودة إلى سؤالك طبعاً سؤالك يطرح الناس التفوا بهذه المواقع التجهيزية التي دخلوا فيها ما أكثر من ذلك التواصل الجماهيري الذي كان في فترة ثورة ديسمبر، المخاطبات التي كانت تحدث لم تكن موجودة، يعني عدد المخاطبات التي قمنا بها ما قبل السقوط أو حتى في فترة الاعتصام أو ما بعد فض الاعتصام اختفت لأن القوى السياسية و القوى المدنية كلها لم يكن لديها استعداد لتخاطب و تقوم بالتبشير بالثورة و حماية التغيير نفسه، لكن باقية القوى كانت تعمل على أن المد السياسي ينخفض بصورة أو بأخرى و تظهر قوة جديدة تعمل على محو الثورة ولا تعمل على المسآلة و المحاسبة من أجل هذا شهدنا في المليونيات تحدث اشياء تكون غريبة لا للأحزاب و أساساً الثورة آتت للتغيير السياسي و هتافات ضد الرموز، إن التغيير هو تغيير سياسي لا يمكن يكون في تغيير سياسي في بلد مالم تكن لديك أحزاب ، عدم تحصين الانتقال.
_ كيف يتم تحصين الإنتقال؟
يفترض أن يتم تحصين إدارياً و تحصين الحكومة و تظهر بمظهر القوة تتخذ قرارات شجاعة في كثير من المسائل، في المسائل الاقتصادية و المسائل التعليمية و مسائل السلام بصورة كبيرة جداً جداً، قوى الحرية والتغيير نفسها لم تعمل على التحصين الانتقالي، فلدينا قوى خارج الانتقال مثل الحلو و عبدالواحد كيف تديرهم لتحصن بيهم الانتقال و ضاعت فرصه في جوبا بالنسبة لزعيم الحركة الشعبية شمال جناح الحلو كانت فرصة مواتية، كان هنالك إحتمال أن تصل معه الحرية والتغيير إلى توافق واسع لكن لم يحدث، بعد ذلك البرهان وقع اتفاق إطارى مع الحلو و حمدوك مع الحلو فى ذات الاشياء الحرية والتغيير لم تستطع أن تصل فيها إلى تفاهمات و اتفاقات مع حركة الحلو، فأنت تحتاج لتحصين هذا الانتقال مستفيد من تجربة 85 و 86 بعدم تقارب مع الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق في ذلك الوقت، في انك تتنازل على أنه هذا أساساً انتقال السودان موحد ديمقراطي ليس به تمييز، هذا ايضا أحد الأخطاء عدم تحصين الانتقال بصورة أو بأخرى أمنيا و وظيفياً و الوصول إلى الفاعلين المؤثرين مثل عبدالواحد محمد نور و الحلو هذا لم يحدث هذا في النهاية أدت إلى الإحباطات و إلى كل الإشكالات و أيضا عدم القدرة للمجلس السيادي و القوى المدنية عدم قدرتها على مواجهة القادة العسكريين بالتحديد البرهان.
_هل هذا ما اوصلنا لهذا الحال؟
إن اخر ثلاثة شهور لم تكن هناك اجتماعات على مستوى المجلس السيادة، تركوا القارب بما حمل للبرهان ليفعل ما يفعل، أدى هذا إلى تضخيم ذاته و أدى إلى أن أحلامه إنه يكون رئيس بعيداً عن المدنيين و استمرار الحكم العسكري في السودان و استمرار سياسات حكومة الإنقاذ و استمرار سياسات عمر البشير، هذا كله مجلس السيادة مسؤول منه بصورة أو بأخرى لأنهم أعطوا مساحة كبيرة للبرهان أن يتحرك بدون أي فعل منهم، هذه كلها إشكالات كانت تحدث، الاشياء الأخرى كلها مرتبطة بالعمليات و العلاقات الأخوية داخل الحرية والتغيير و لجان المقاومة و الأحزاب التي خرجت من الحرية والتغيير مثل الحزب الشيوعي عندما جاء الانقلاب قلت اكبر خاسر سوف يكون الحرية والتغيير و التحول المدني الديمقراطي الآن في مرحلة ما خطيرة نحن تجاوزنا مراحل الخطورة و تفتيت الوطن و السودان بشكله الحالي، وهنالك من يريدون أن يستمر بالصورة الحالية ، الحركة الإسلامية و الكيزان يهمهم أن يحكموا بورتسودان و عطبرة و شندى أو مناطق محددة في المفهوم التاريخي منذ زمان كانت دويلات فمفهوم الدويلات الصغير يتناسب معهم إحتمال أن تكون إمارة بورتسودان أو إمارة شندى، كل هذا لا يفرق معهم لكن بالنسبة لنا هذه مشكلة كقوى مدنية ديمقراطية الدولة وتعنى احترام الحقوق المتساوية و التنمية المتساوية وهذا بالنسبة لهم لا يعني شي بدليل الآن هم يعادون في دول بصورة كبيرة و يشتمونها و يصدرون لها في نفس الوقت بالخصوص الذهب، أين يذهب الذهب الى الإمارات و العلاقات الدبلوماسية ما زالت موجودة بين بورتسودان و أبوظبي هذا كله يوضح لنا أنهم ليس لديهم مشكلة، إضافة الحملة التي تتم ضد التحول المدني الديمقراطي و ضد القوى المدنية سواء كانت حرية وتغيير أو تقدم أو الأفراد في كل مرة يظهرون باشياء فيها سخافة للنيل من شخصيات وطنية بصورة أو بأخرى نحن ما يهمنا كيف يكون في وطن موحد قائم على أسس جديدة بناء ديمقراطي قائم على حقوق الإنسان و حقوق المواطن هذا يتطلب أن نعيد النظر .
تحتاج القوى المدنية إلى الجلوس في مائدة مستديرة لنصل للحل
_هل أعدتم النظر في تأسيس الجبهة المدنية؟
بكل صراحة حتى الآن لا، لأنه إذا كانت هناك استفادة من الأخطاء كنا سنرى الآن كل القوى المدنية الديمقراطية على قلب رجل واحد و تعمل في إطار واحد لإيقاف هذه الحرب ما زالت كل جهة تعمل لوحدها، نحتاج لبناء ثقة، نحتاج القوى المدنية الديمقراطية أن تجلس في مائدة مستديرة وكل جهة تأتى ببرنامجها لنصل إلى حل بشكل محدد نتفق على نظام الحكم و نتفق على حقوق المواطنة و نتفق على إننا كلنا سودانيين و ننتمي إلى هذا الوطن دون أى استعلاء عرقي أو ديني أو ثقافي أو جهوي ، نحن الآن أمامنا فرصة الفكرة عندنا نحن كقوى مدنية ديمقراطية، أن يجلس جميعنا مع بعض، تقدم ببرامجها حركة الحلو ببرامجها عبدالواحد و برامجه المجتمع المدني و لجان المقاومة و الأحزاب التي لا تنتمي إلى تقدم، أولا نتفق على تسوير حدود السودان و نتفق عليها وهذا يهدم لك برنامج الكيزان و الحركة الإسلامية لتفتيت السودان، إن كل القوى المؤثرة الآن حقيقة هى تذهب في اتجاه هذا الوطن نحن نحافظ عليه بحدوده و تهدم فكرتهم في عمل امارات مثلا تكون في إمارة في بورتسودان و إمارة في شندى و يعشون فيها أمراء ثم يعيدون إلى الانحطاط السياسي التي مارسته القوى الدينية لتحكم باسم الدين في فترات من تاريخ الحركة الإسلامية في المنطقة الإسلامية، ثانيا نظام الحكم الدستوري نتفق عليه يتم الاتفاق على هذا البندين بعد ذلك يمكن التقدم ، المستقبل مثل ما قلت لك جينيف، أنا أساساً لم تكن مؤشر بالنسبة لي لإيقاف الحرب.
_ماهو البديل لأنه هو عبارة عن مؤتمر أحادي؟ ماذا سوف يكون دور الدول الإقليمية والدولية؟
لابد أن نتعامل معه بكل قوة وعزيمة ، الإيغاد و الاتحاد الافريقي هل هم لديهم القدرة نحن نرى الآن الاتحاد الافريقي مجمد عضوية السودان و لكن البرهان قائد الانقلاب يتم استقباله في عواصم أفريقية جزء من الاتحاد الافريقي فلابد من وجود انسجام بين القرارات و بين الأفعال مالم يتم هذا الانسجام نحن نضغط على الاتحاد الافريقي ، ثانياً الانقلابات العسكرية التي إستمرت خلال العامين الماضيين من غرب أفريقيا إلى منطقتنا إنه الاتحاد الافريقي لا يملك القوة ممكن تقول ليس لديه اسنان يعضي بها من أجل تنفيذ القرارات نحن نقول لهم كونوا واضحين في مسألة السودان فلابد من وجود تحركات وأن مسألة السودان و الحرب الدائرة في السودان ليست مسألة لينة و زعزعة الانتخابات فى اى دولة نكون واضحين بخصوصها، ونذهب في اتجاه أن يكون للمجتمع الدولي قرارات حاسمة قوية لإيقاف هذه الحرب اللعينة حتى النازحين يعودون إلى منازلهم و اللاجئين يعودون إلى أوطانهم و فتح المسارات الإنسانية.