تحذير من عودة النازحين المفاجئة الي مناطق الاشتباكات
قالت الدكتورة بشرى محمد الشيخ، الباحث الاجتماعي السوداني: ان نسبة من المواطنين النازحين واللاجئين عادت إلى مناطق سيطرة الجيش السوداني في الآونة الأخيرة آملين أن يعيشوا حالة من الأمان، نظرا لتردي أوضاعهم الصحية وتدمير البنية التحتية في مناطقهم بشكل كامل، حيث أن معظم المناطق أصبحت غير مؤهلة للسكن، ولكن آملين أن يكون الوضع أفضل، ولايعرفون ما تُخفيه لهم العودة إلى مناطقهم من مصاعب في ظل أوضاعهم المادية الصعبة، فلا تزال المناطق التي استعادها الجيش مهددة بالقصف الجوي والدانات والطلقات الطائشة، لأن الحرب لا تزال قائمة ولم تؤت ثمارها بعد”.
وقبل أيام عم الفرح الأسر السودانية التي نزحت إلى مصر بعد اندلاع الحرب، حيث خرجت المسيرات إلى الشوارع وعلت هتافات تنادي بالعودة بعد الإعلان عن استعادة الجيش لعدد من المواقع التي كان يسيطر عليها الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وتؤكد بعض المصادر عودة الآلاف بالفعل عبر المعابر المصرية.
وأضافت الشيخ في حديثها لـ”سبوتنيك”: “أن العوده بشكل مفاجئ في ظل وضع صحي منعدم ومستشفيات ومرافق وبنية تحتية مُدمرة بالكامل مصحوبة بانقطاع الماء والكهرباء والغلاء المعيشي و الجثث المترامية المتغفنة و الجثث التي دفنت داخل المنازل وأمامها، الوضع الصحي كارثي يُعرض إنسان السودان للأوبئة بصفة مستمرة”.
وتابعت الشيخ، “الوضع الصحي في السودان كارثي، حيث انتشرت بعض الأوبئة مثل حمي الضنك وأمراض العيون الملتحمة والكوليرا، وسط تكتم على بعض الأوضاع متناسين أن كل المناطق التي تمت الاشتباكات فيها غير آهله تماما للسكن، لأن السودان ينقصه الكثير لمواجهة الأوبئة في ظل الظروف الحرب”.
وأشارت الباحث الاجتماعي، إلى أن “أهل السودان يعيشون بين أمرين أحلاهما مُر، حلاوه الرجوع إلى الوطن وعدم الاكتراث بما هو قادم من أوضاع صحية وصعوبة معيشية قد تكون أخطر من الحرب، أو البقاء في اللجوء ومناطق النزوح وما فيها من ألم وحرمان وتكلفة قد تكون في غير متناول الجميع، علاوة على أن الحرب أفقدت السودان الكثير ودفعت شعبه إلى النزوح والتشرد، لكنهم ينتظرون كل لحظة قد تمكنهم من العودة إلى وطن آمن ومستقر”.