منشآت النفط والغاز في إسرائيل … *أهداف محتملة لصواريخ ايران*
تمتلك إسرائيل مجموعة من منشآت النفط والغاز الطبيعي الاستراتيجية، مما كان له دور هام في تحوّلها إلى دولة منتجة للطاقة. وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تملك احتياطيات نفطية كبيرة مثل أغلب دول الشرق الأوسط الأخرى، فإن اكتشافات الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة جعلتها لاعباً رئيسياً في سوق الطاقة الإقليمي.
ورغم التقدم الذي حققته إسرائيل في قطاع الغاز الطبيعي، لا تزال هناك تحديات مرتبطة بالتوترات الجيوسياسية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بنزاعات الحدود البحرية مع لبنان. وبالإضافة إلى ذلك، تواجه إسرائيل تحديات في تطوير بنيتها التحتية اللوجستية اللازمة لتصدير الغاز إلى الأسواق الدولية. وفي المقابل، يوفر قطاع الغاز الطبيعي لإسرائيل فرصة لتعزيز نفوذها الجيوسياسي في المنطقة، من خلال تصدير الطاقة إلى دول الجوار، وربما حتى إلى أوروبا في المستقبل.
وفي الوقت الذي هددت فيه دولة الاحتلال في أكثر من مناسبة بضرب منشآت النفط والغاز في إيران، تشير التوقعات إلى رد طهران باستهداف منشآت النفط والغاز في دولة الاحتلال، خاصة أن العلاقة بين إيران وإسرائيل متوترة للغاية منذ عقود. وتعتبر إيران إسرائيل خصماً استراتيجياً، بينما تراها إسرائيل تهديداً وجودياً، بسبب برنامجها النووي ومزاعم دعمها لحركات معادية لإسرائيل مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة.
“العربي الجديد” يستعرض أهم منشآت النفط والغاز الإسرائيلية:
*1. حقل تمار:*
يُعد من أوائل حقول الغاز الطبيعي التي تم اكتشافها وتطويرها في إسرائيل، ويقع في البحر المتوسط على بعد حوالي 90 كم غرب مدينة حيفا. تم اكتشاف الحقل في عام 2009 وبدأ الإنتاج فيه عام 2013، ويقدّر احتياطي الغاز في تمار بحوالي 10 تريليونات قدم مكعبة. ويعتبر هذا الحقل أساسياً في تلبية احتياجات السوق المحلية للطاقة في إسرائيل.
*2. حقل ليفياثان:*
تم اكتشافه في عام 2010 ويُعتبر واحداً من أكبر حقول الغاز المكتشفة في المنطقة، إذ يقدر احتياطي الغاز فيه بأكثر من 22 تريليون قدم مكعبة. يقع الحقل على بعد 130 كم غرب حيفا، وبدأ الإنتاج في أواخر عام 2019، ويتميز بدوره في تعزيز قدرات إسرائيل التصديرية من الغاز الطبيعي، حيث بدأت إسرائيل تصدير الغاز إلى الأردن ومصر من هذا الحقل.
*3. حقل كاريش وتانين:*
هما حقلان صغيران نسبياً تم اكتشافهما بالقرب من حقل ليفياثان، وتمتلك شركة “إنرجيان” حقوق تطويرهما، ويقدر احتياطي الغاز فيهما بحوالي 3.5 تريليونات قدم مكعبة. وهناك توقعات بأن يساهما في تلبية الطلب المحلي وتوسيع قدرات دولة الاحتلال التصديرية.
*المنشآت اللوجستية والمرافئ*
1. **محطة عسقلان:*
تقع هذه المحطة على* الساحل الجنوبي لإسرائيل وتعد مركزاً مهماً لاستيراد وتصدير الطاقة، كما تعتبر بوابة لتصدير الغاز الطبيعي إلى الدول المجاورة مثل مصر والأردن. وتساهم محطة عسقلان في تعزيز دور إسرائيل كدولة محورية في تجارة الغاز الطبيعي الإقليمية.
2. *محطة الغاز المسال في حيفا:*
تسعى إسرائيل إلى تطوير قدراتها في مجال تسييل الغاز الطبيعي للتصدير إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية، وتعد محطة الغاز المسال في حيفا جزءاً من هذه الاستراتيجية، حيث ستسمح بنقل الغاز المسال عبر السفن إلى الأسواق الدولية.
*إنتاج النفط في إسرائيل*
*1. حقل “مجد”:*
أحد الحقول النفطية القليلة في إسرائيل، ويقع في منطقة السهل الساحلي، حيث يتمتع بطاقة إنتاجية صغيرة، وبدأ الإنتاج فيه منذ عدة سنوات، إلا أنه لا يكاد يغطي حتى الاحتياجات المحلية بشكل كبير.
*2. حقل “هار سيفان”:*
تم اكتشافه في منطقة النقب في التسعينيات، وهو أيضاً أحد الحقول الصغيرة، ويشير بعض التقارير إلى أن الإنتاج من هذا الحقل محدود للغاية، حيث إنه لم يحقق إنتاجاً تجارياً كبيراً.
**استيراد النفط
نظرًا للاحتياطيات المحدودة من النفط الخام،*
تعتمد إسرائيل بشكل كبير على استيراد النفط لتلبية احتياجاتها من الطاقة، ويتم استيراد النفط بشكل رئيسي من دول مثل أذربيجان وكازاخستان وروسيا. وتعد مصافي النفط في إسرائيل، مثل مصفاة حيفا ومصفاة أشدود، مراكز مهمة لمعالجة النفط الخام وتحويله إلى منتجات نفطية تستخدم محليًا وتُصدر جزئيًا.
وتستمر إسرائيل في محاولات البحث عن النفط في المناطق البرية والبحرية. وهناك جهود مستمرة للتنقيب عن النفط في المناطق البحرية في البحر المتوسط، ولكن معظم الجهود حتى الآن لم تسفر عن اكتشافات كبيرة قابلة للاستثمار تجارياً، ولذلك تتركز الآمال حالياً على حقول الغاز الطبيعي أكثر من النفط.
*منشآت النفط والغاز وحجم الإنتاج*
قدر إنتاج النفط في إسرائيل في عام 2023 بحوالي 5.000 برميل يومياً، وهو رقم صغير جدًا مقارنة بالدول الكبرى المنتجة للنفط، فيما يبلغ الطلب المحلي على النفط في البلاد حوالي 250.000 برميل يومياً، مما يوضح الاعتماد الكبير على الاستيراد لتلبية هذا الطلب.
في عام 2023، بلغ إنتاج الغاز الطبيعي في إسرائيل حوالي 20 مليار متر مكعب، وهو ما مثل زيادة بنسبة 15% عن العام السابق، وذلك بفضل التوسع في إنتاج حقل ليفياثان. وتصدّر دولة الاحتلال حالياً ما يقارب 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً إلى كل من مصر والأردن، رغم اضطراب الإمدادات بعد اندلاع الحرب على غزة، وهي تخطط لزيادة الصادرات إلى أوروبا عبر اتفاقيات جديدة.
ومن المتوقع أن تساهم عائدات الغاز الطبيعي بحوالي 3 مليارات دولار سنوياً في الاقتصاد الإسرائيلي خلال العقد القادم، مع زيادة الصادرات والتوسع في مشاريع الطاقة. ويعد إنتاج النفط في إسرائيل محدودا للغاية مقارنة بإنتاج الغاز الطبيعي، كونها لا تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط، ولا تعد دولة منتجة رئيسية له. ويعتمد معظم إنتاج النفط فيها على بعض الاكتشافات الصغيرة، إلا أن قدرة الإنتاج لا توازي اكتشافات الغاز العملاقة في البحر المتوسط.
*العربي الجديد*