برلماني مصري : السودان قد يتحول إلى فوضى عارمة
خلال كلمته في المنتدى الديمقراطي الاجتماعي بالعاصمة المصرية القاهرة، أعرب حنا جريس، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي، عن قلقه العميق لعدم وجود تمثيل فعلي للسودانيين في الساحة السياسية. وأكد جريس أنه يتحدث بصوت السودانيين الذين يشعرون بالإهمال وعدم القدرة على التعبير عن قضاياهم.
وأوضح جريس أن النزاعات الحالية تعكس تمرد الجنوب ضد الهيمنة الغربية، مشيراً إلى أن هذه النزاعات قد تتطور إلى فوضى عارمة كما هو الحال في دول مثل روسيا والصين وإيران وفنزويلا، بالإضافة إلى بعض الدول العربية. وأكد أن هذه الأوضاع تتطلب اهتماماً عاجلاً من المجتمع الدولي.
كما أشار جريس إلى أن العالم العربي كان يتمتع بتوازن بين الأنظمة الحاكمة والشعوب، إلا أن الوضع الحالي يشير إلى غياب الاستقرار السياسي في جميع الدول العربية. وأكد على ضرورة العمل من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، بما يضمن حقوق الشعوب ويعزز الديمقراطية.
أشار جريس إلى أن هناك تفتتاً في النسيج العربي نتيجة الانقسام في الوضع السياسي، مشدداً على ضرورة استعادة الوحدة الاجتماعية العربية. وأوضح أن السياسة تتراوح بين توجهات دينية ومدنية، مما يؤدي إلى تباين في الآراء والمواقف، ويجب العمل على تحقيق توازن بين التقدمية والمحافظة.
واتهم جريس الأنظمة العربية بالتقصير في التعامل مع الأوضاع في السودان، حيث أشار إلى التنوع العرقي الكبير في البلاد. ولفت إلى أن حزب الأمة القومي، الذي تأسس في الأربعينات، يميل إلى الهوية العربية، بينما حزب الاتحاد يمثل تياراً اشتراكياً. ورغم ذلك، لا يوجد تمثيل سياسي فعلي للمجتمع السوداني، الذي يعبر عن نفسه من خلال حركات مسلحة وائتلافات، مما يؤدي إلى تفاقم الصراعات بدلاً من إيجاد حلول.
كما أضاف جريس أن التيار التقدمي، رغم نجاحاته، لم يتمكن من كسب تأييد الجماهير. وأكد أن النخب السياسية تظل محصورة ضمن الحدود التي وضعت لها، ولم تبذل جهوداً حقيقية للتواصل مع المجتمع وفهم احتياجاته، مما يعكس فشلاً في تحقيق التغيير المطلوب.
وأشار جريس إلى أن عملية التفاوض في السودان تواجه تحديات كبيرة نتيجة لانتشار الأسلحة وتدخل العديد من الدول في الشؤون الداخلية للسودان. وأوضح أن هذه العوامل تعقد من إمكانية الوصول إلى حلول فعالة.
وأضاف جريس أنه في حال تمكنا من إنشاء تيار تقدمي في العالم العربي، فإن ذلك قد يسهم في تحقيق إنجازات ملموسة في المنطقة. وأكد على أهمية الوحدة والتعاون بين الدول العربية لتحقيق الأهداف المشتركة.
وأكد جريس أن العمل الجماعي والتنسيق بين الدول العربية يمكن أن يساهم في تجاوز العقبات الحالية، مما يفتح المجال أمام فرص جديدة للتفاوض وتحقيق السلام في السودان.