مبادرة سلفاكير للتوسط بين الجيش والدعم السريع .. موافقة مبدئية
قدم رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، مبادرة جديدة للتوسط بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بهدف إنهاء الحرب التي استمرت لأكثر من عام ونصف في السودان.
قدم سلفاكير مبادرته إلى قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي قام بزيارة إلى جوبا يوم الاثنين، حيث وافق البرهان على المبادرة على الفور.
توقع المحللون أن تحظى المبادرة بموافقة قوات الدعم السريع والقوى السياسية في السودان، مشيرين إلى أن سلفاكير يحظى بقبول من قبل هذه الأطراف.
أجرى البرهان يوم الاثنين مباحثات مع سلفاكير في جوبا حول الأوضاع في السودان، وإعادة تفعيل اتفاقيات السلام في جنوب السودان، فضلاً عن الترتيبات لاستئناف تصدير النفط من جنوب السودان عبر الموانئ السودانية.
صرح وزير خارجية جنوب السودان رمضان محمد عبدالله بأن سلفاكير والبرهان قد اتفقا على إعادة استئناف تصدير نفط جنوب السودان إلى الأسواق العالمية عبر الموانئ السودانية.
وأفاد أن البرهان قد أبدى موافقته على المبادرة التي طرحها الرئيس سلفاكير للتوسط من أجل إيجاد حل للصراع في البلاد.
تأتي المبادرة الجديدة التي طرحها سلفاكير بعد فشل العديد من المبادرات السابقة الهادفة إلى إنهاء الحرب في السودان، نتيجة لعدم استجابة البرهان لها. ومن بين هذه المبادرات الدعوة الأمريكية لعقد محادثات في سويسرا، حيث كان الجيش السوداني غائبًا، بينما شاركت قوات الدعم السريع.
يعلق المحلل السياسي صلاح حسن جمعة قائلاً إن البرهان يسعى لتكوين تحالفات جديدة من حوله ويعمل على إيجاد مبادرات تتوافق مع رغباته. كما يحاول دمج هذه المبادرات مع المبادرات الدولية والإقليمية الموجودة، مثل “منبر جدة وسويسرا”، على أمل أن يدعمه الحلفاء الجدد في تلك المنابر لتحقيق أهدافه.
أوضح جمعة لموقع “إرم نيوز” أن البرهان يسعى دائمًا إلى الضغط على جنوب السودان ليكون إلى جانبه، مستغلاً بترول جوبا الذي يمر عبر السودان للتصدير، خاصةً أنه يعتبر المورد الاقتصادي الرئيسي لجنوب السودان.
وأشار إلى أنه “نظراً لهذه الظروف، استمرت جنوب السودان في كونها حليفة للحكومة الحالية في بورتسودان، ويتجنب سلفاكير الدخول في صراع مع البرهان، حتى لا يؤثر ذلك على صادرات النفط من جنوب السودان ويزيد من تعقيد الأزمة الاقتصادية في بلاده”.
وأشار إلى أن ما يقوم به البرهان هو مجرد محاولات لكسب الوقت لصالحه والبحث عن شرعية. معبراً عن أن جوبا في أضعف حالاتها حالياً ولا يمكنها إحداث أي تغيير في الوضع، حيث حاولت في السابق، أكثر من مرة، أن تتوسط في الأزمة السودانية لكنها لم تتمكن من تحقيق أي تقدم.
يرى المحلل السياسي، علي الدالي، أن الرئيس سلفاكير ميارديت من جنوب السودان يحظى بثقة كبيرة من قبل الجيش السوداني، حيث طلب الجيش سابقاً أن يقود سلفاكير لجنة رباعية أنشأتها منظمة الإيغاد لبحث وقف الحرب في السودان.
في يونيو 2023، أنشأت منظمة إيقاد الأفريقية لجنة رباعية برئاسة الرئيس الكيني وليام روتو بهدف الوساطة لوقف الحرب في السودان. ومع ذلك، رفض الجيش السوداني هذا العرض، مطالباً بأن يتولى رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، رئاسة اللجنة.
توقع الدالي في حديثه لـ”إرم نيوز” أن تحظى مبادرة سلفاكير بالنجاح، حيث يعتقد جميع المراقبين أن جوبا تظل على حياد فيما يخص الصراع في السودان. كما أشار إلى أنه من المحتمل أن توافق قوات الدعم السريع على المبادرة إذا قُدمت لهم، مضيفًا أن القوى السياسية السودانية تعتبر جوبا جهة موثوقة.
فيما يتعلق بمبادرات جدة وسويسرا، أشار إلى أن مبادرة جنوب السودان “ستكون مكمّلة لتلك المبادرات، حيث تسعى جوبا لتحقيق السلام وتتبنى موقفاً محايداً، وقد ترغب في رد الجميل للسودان الذي كان له دور في إنهاء الصراع في جنوب السودان”.
وأوضح أن جنوب السودان هو من أكثر الدول التي تأثرت بالصراع في السودان، سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية، حيث أدت الحرب السودانية إلى توقف تصدير نفط جنوب السودان بعدما أصبحت أنابيب النفط في مناطق الصراع، مما تسبب في أزمة اقتصادية حادة في جوبا.