سودانية فى مترو القاهرة .. تكشف عن رحلتها من ام درمان

سودانية فى مترو القاهرة .. تكشف عن رحلتها من ام درمان

من قلب مدينة أم درمان في الخرطوم، غادرت روبا، الطالبة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، منزلها. تأتي هذه الخطوة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها العاصمة، حيث أدت الاشتباكات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تفاقم الأوضاع المعيشية.

تعكس مغادرة روبا واقعاً مؤلماً تعيشه العديد من الأسر في الخرطوم، حيث تسببت النزاعات المسلحة في تدهور الحياة اليومية. ومع استمرار العمليات العسكرية، باتت الشوارع خالية من الحركة، مما زاد من معاناة السكان الذين يسعون للعيش في أمان.

في ظل هذه الظروف القاسية، تأمل روبا في مستقبل أفضل بعيداً عن الأزمات التي تعصف بالمدينة. إن قرارها بالمغادرة يعكس رغبة الكثيرين في البحث عن بيئة أكثر استقراراً، حيث يمكنهم متابعة دراستهم وتحقيق أحلامهم بعيداً عن شبح العنف والاضطراب.

بعد شهر من اندلاع الحرب، توجهت روبا وعائلتها إلى مصر لتبدأ فصلاً جديداً في حياتها. فقد كانت في السابق طالبة جامعية تستمتع بحياتها، لكن الآن أصبحت هي وأخوها الأصغر منها بسنة العائلين الوحيدين لعائلتهما.

قالت روبا سالم لـ القاهرة 24: بدأت أعمل في مصر ويتر، وكان الراتب غير كافٍ وساعات العمل طويلة جداً، فقررت أن أعمل من المنزل وأقوم بتوصيل الطلبات عبر المترو.

وأضافت: تواصلت مع سيدة أعمال سودانية كانت تنتج مستحضرات تجميل وتقوم ببيعها لي، حيث أعمل على فرز الطلبات والرد على العملاء، بينما يقوم أخي بتوصيل الطلبات. وبهذه الطريقة، نستفيد أنا كمندوبة مبيعات وهو كموزع. ولما زادت الطلبات، بدأت أخرج لتوصيل الطلبات بنفسي، وبعد ذلك تطور الأمر وبدأت أتعرف على أصحاب أعمال سودانيين وضعوا ثقتهم فيّ، وأصبحت أوصل لهم طلباتهم أيضاً للعملاء. أنا وأخي نتعاون معًا والأمور تسير بشكل جيد.

الرحلة من السودان لمصر

كانت روبا تعيش في أم درمان في الخرطوم، وهي واحدة من المناطق التي انطلقت فيها الحرب وأعمال الشغب في السودان. أوضحت قائلة: كنت أقيم في منطقة أم درمان التي تقع داخل العاصمة الخرطوم، وكانت منطقة عمليات عسكرية. ولحسن الحظ خرجنا بسلام في بداية الحرب، لكن بسبب الأعداد الكبيرة من السودانيين، قضينا ثلاثة أيام في المعبر.

قالت روبا: أنا في العشرين من عمري، وأخي بشير عمره 19 سنة. أنا طالبة في السودان أدرس اقتصاد وعلوم سياسية في جامعة الخرطوم. جئت مع عائلتي بعد الحرب بشهر، وكان تاريخ دخولي مصر في 24/5/2023، ومضى عليّ أكثر من عام هنا.

وأوضحت روبا: أنا وأخي فقط نتحمل مسؤولية الأسرة في الوقت الحالي، لدينا أخ وأخت صغيران.

عاشت روبا وعائلتها في مصر لمدة تقارب العام، ولم تتعرض لأي تنمر أو عنصرية خلال تلك الفترة، مضيفة: “إيماني وإحساسي هو أن مصر هي وطني الثاني، بلد الفرص والتحديات والمغامرات. أشعر بالسعادة مع عائلتي وأعيش في أمان، بعيداً عن العنصرية، ومن دون شعوري أنني مواطنة من الدرجة الثانية.”

وانتهت بحديثها قائلة: الشعب المصري يتميز بروح المرح وخفة الدم، وهو شعب عملي للغاية وموهوب بطبعه، يحب الحياة. أنا ممتنة جدًا لحفاوة الاستقبال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *