في ظل الصراع… نساء يحققن نتائج باهرة في زراعة أشجار الصمغ العربي شرقي السودان
القضارف: سودان تايمز
في القضارف شرقي السودان، بالرغم من ظروف الحرب، نجحن نساء في أن يحققن نتائج باهرة في الإنتاج والتكيف مع البئة، ومواجهة سبل العيش الكريم، ففي ظل الصراع استطعن النساء أن ينتظمن في جمعيات زراعية وانتاجية، تم إنشائها ضمن مشروع إعادة هيكلة قطاع الصمغ العربي في السودان، الممول من الإتحاد الأوروبي، وقالت إنتصار آدم رئيسة جمعية نور القرآن، بمحلية قلع النحل بولاية القضارف، إن جمعيتهن لوحدها فقط “تمكنت من زراعة (ألف) شجرة هشاب، من جملة (3) آلاف شجرة، نستهدف زراعتها خلال فترة “ثلاث” سنوات”، وأضافت انتصار:”إن التحدي أمامنا لم يكن فقط في زراعة أشجار الصمغ العربي المنتجة والتي تدر فوائد عالية، وذات قيمة اقتصادية وبيئية، بل إن التحدي كان في المحافظة على الأشجار من خلال التدريب على “طاقات بديلة” لحطب الأشجار لمنع قطعها، فضلاً عن تحقيق نجاحات كبيرة من خلال الأنشطة المصاحبة للمشروع”.
مشاركة المجتمع
تبين الأستاذة تغريد منسقة مشروع الصمغ العربي بولاية القضارف، إن المشروع هدف لتعمير الغابات بمشاركة المجتمع لأنهم هم المستفيدين من المشروع والمتأثرين به، وقالت إن المشروع “يحسن من مستوى الدخل للمستهدفين، كما يسهم في تعمير قطاع الغابات بالولاية، يذكر أن القضارف تعد من أهم الولايات المنتجة للصمغ العربي في السودان.
إنتاجية عالية
لربط المزارعين والمزارعات بالأرض، وفر مشروع الصمغ العربي للمنتجين والمنتجات تقاوي محسنة، وساعدهم فيها بتطبيق تقانات زراعية، والسماح لهم بالزراعة ضمن أراضي غابات محجوز ة تتبع للهيئة القومية للغابات، وقالت إنتصار آدم “الزراعة جوار أشجارنا حققت لنا دخل إضافي ساعدنا كثيراً في توفير متطلبات العيش في ظل الحرب”، وأفصحت انتصار عن إنتاجية بلغت (10) جوال لفدان الذرة، بدلاً عن (3) جوالات للفدان قبل تطبيق التقانات، و (8) جوالات لفدان السمسم بدلاً عن (4_2) جوال للفدان قبل المشروع.
وتعزو إنتصار الزيادة السريعة في الإنتاجية بجانب تطبيق التقانات لزراعة الأشجار، وقالت “إن شجر الهشاب والطلح يزيد من خصوبة التربة، وبالتالي تتحقق إنتاجية عالية للمحاصيل”.
الإستفادة من المخلفات
لم يتوقف برنامج دعم سلسلة القيمة المضافة عند دعم المزارعات على تطبيق التقانات، بل دربهن على كيفية الإستفادة من مخلفات الإنتاج الزراعي، تشير المزارعة إنتصار آدم، إن مشروع الصمغ العربي الممول من الإتحاد الأوروبي دربهن على كيفية الإستفادة من مخلفات محصول السمسم الذي قمن بزراعته، وذلك بصناعة الفحم من مخلفاته وأرواق الأشجار، بحرقها وتصنيع الفحم منها، وذكرت أن التجربة حققت نجاحاً كبيراً استفدن منه المنضويات تحت لواء الجمعية وحتى اللائي هن خارجها.
وقالت إنتصار: “إنتاج نوع جديد من الفحم من مخلفات محصول السمسم يؤدي إلى المحافظة على الأشجار ويساعد كثيراً في نظافة البئة والمحافظة عليها”، وأردفت :”أيضاً استفدن منه إقتصاديا لأنه وفر لنا دخل إضافي من بيعه”.
في ذات السياق، قالت إلهام حامد:”صناعة الفحم من مخلفات الحصاد وفرت لي الكثير من المبالغ كنت أصرفها في شراء الغاز وفحم الحطب، وبالتالي استفدت من هذه الأموال في تسخيرها لمواجهة متطلبات العيش المتزايدة في ظل الحرب، بسبب الغلاء في الأسعار لجميع السلع”، ونوهت إلهام إن نوع الفحم الجديد يظل اشتعاله لأطول فترة ممكنة، وتطلب إلهام من إدارة المشروع مدهم ب”محارق” كبيرة لصناعة الفحم من مخلفات الزراعة، بصورة أكبر، وإقناع المجتمع به، وليكون عائداً إضافياً لهم بجانب إنتاج الصمغ العربي من الأشجار التي غرسوها.
بدائل محسنة
“المواقيد” المحسنة” هي إحدى البدائل التي انتجها مشروع دعم الصمغ العربي، وهي مواقيد تنتج من المواد المحلية”الطين”، من فوائدها أنها أقل استهلاكاً للحطب والفحم، كما إنها عادت بالدخل على من تدربن على صناعتها، بتصنيعها وبيعها في الأسواق، وآمنة، وصحية لأنها تحوي مخارج لخروج “الدخان”.
وقالت حليمة آدم، عضو جمعية زراعة الصمغ العربي، إنها بعد أن فرغت مع زميلاتها من زراعة الأشجار تدربن على صناعة الفحم من مخلفات الزراعة، وعلى صناعة “المواقيد” و”اللدايات” المحسنة، وذكرت حليمة إنها حققت عائدات مجزية من بيع الفحم الجديد ساعدها في اعاشة أطفالها، كما أنه يساعد في المحافظة على الأشجار، أيضاً ريحانة موسى، عضو جمعية زراعة الصمغ العربي، أصبحت تحقق دخل إضافي من صناعة المواقيد المحسنة الأقل استهلاكاً والاكثر أماناً وصحة.
مساعدات للتطوير
يهدف مشروع إعادة هيكلة قطاع الصمغ العربي في السودان، الممول من الإتحاد الأوروبي، المنفذ عبر الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، إلى زيادة إنتاج وتحسين جودة الصمغ العربي السوداني، من خلال التركيز على تحسين دخل المنتجين و سبل العيش، وتعزيز الفرص الاقتصادية للشباب والنساء في السودان.
وبحسب بعثة الإتحاد الأوروبي في السودان، فإن المشروع يدعم العمل الجماعي للمزارعين والمرازعات، للحد من الفقر، والحفاظ على البيئة، من خلال تعزيز صناعة الصمغ العربي.
وتبلغ تكلفة مشروع إعادة هيكلة قطاع الصمغ العربي في السودان نحو (10) مليون يورو، ويجري تنفيذه بجانب القضارف في ولايات سنار، النيل الأزرق، وكانت المرحلة الأولى للمشروع قد بدأت بولاية شمال كردفان