تهريب الذهب .. النزاع السوداني أرض خصبة لزيادة وتيرته!!
السياسات الحكومية تُشجع على التهريب
شبكات معقدة تُسيطر على تجارة الذهب
حلول جذرية مطلوبة لوقف نزيف الذهب
تحقيق – سودان تايمز
احمد خليل – عبد الرحمن العاجب
يُعدّ تهريب الذهب ظاهرة مُقلقة ومزمنة في السودان، تُلقي بظلالها السلبية على الاقتصاد الوطني، وتُفقد البلاد ثروات هائلة تقدر بالمليارات. لم تنجح السلطات السودانية حتى اليوم في مساعيها لمنع تهريب الذهب الذي ازدادت وتيرته بدرجة كبيرة مؤخرًا، وبالرغم من الاهتمام الظاهر الذي تبديه الحكومة بهذا المعدن وجهودها في إقرار سياسة تحافظ على الذهب كمورد اقتصادي رئيسي، بجانب مساعيها في تنظيم نشاط ممارسة التنقيب، ومنع عمليات التهريب المتزايدة شيئاً فشيئاً؛ إلا أنها حتى اليوم لم تنجح بصورة فاعلة في تلك المهمة، وفقاً للعديد من الخبراء.
ضوابط وتسهيلات..
كشف رئيس شعبة مصدري الذهب عبد المنعم الصديق عن شركات تابعة للنظام البائد وجهاز أمنه وأخرى حكومية تعمل في صادر الذهب وتبيعه في دبي، وتوزع العائد لتجار العملة دون علم بنك السودان المركزي، وطالب بخروج شركات الأمن والشركات الحكومية من النشاط الاقتصادي من صادر الذهب والسمسم واللحوم، وخروج بنك السودان من صادر الذهب نهائياً والاكتفاء بالدور الرقابي.
وقال عبدالمنعم في ورشة (تعظيم صادر الذهب): إن “إصلاح حال البلد يتطلب قرارات جريئة وشجاعة وعاجلة”، مشيراً إلى أهمية السياسات التي تمنح المنتج حمل ذهبه بكل حرية وتلزمه بالدفع المقدم قبل تصديره، وأضاف بذلك يغلق باب التهريب بـ(الضبة والمفتاح)، لافتاً إلى أن تهريب الذهب يتم بصورة مقننة محمياً من أمن النظام السابق، وأن المُصدر من الذهب لا يتجاوز ال١٠% فقط، مبيناً أن المنتج المعلن ١٠٠ الف طن بينما وفقاً لخبراء لا يقل عن ٢٠٠ الف طن.
وكشف عبدالمنعم عن تهريب ٨٠% من الذهب عبر طرق رسمية، فيما لم يستفد السودان من 20% المتبقية، مما أدى لفقدان البلاد ثروات تُقدر بـ (٢٠٠) طن من الذهب، ووجه الصديق انتقادات لبنك السودان المركزي لجهة ممارسته سياسات خرقاء علي حد وصفه، واضاف ان الشركات لم تراع مصلحة السودان.
تهريب الذهب.. الصين تدخل على الخط..
تهريب الذهب السوداني لم يعد حكراً على السودانيين، وإنما دخلت الصين على خط استنزاف الاقتصاد السوداني، وفوجئت السلطات المحلية بولاية كسلا شرق السودان، باختفاء جبل “سراريت” من الوجود! وتركت الشركة الصينية التي كانت تعمل بالقرب من الجبل، معدات بملايين الدولارات وراءها، ما يعني أن حصلت على كنز أكبر مما هو متخيل. وذكر مواطنون في المنطقة لصحف محلية، أن جبل سراريت “أخذ يتناقص رويداً رويداً إلى أن اختفى تماماً عن الوجود لتختفي معه الشركة أيضاً.
نساء وتهريب..
وفقًا لنائبة برلمانية سابقة، فإن عمليات تهريب الذهب من قبل النساء، تصل إلى نحو نصف مليار دولار في السنة.. واوقفت سلطات الجمارك الهندية في مطار مومباي الدولي سيدتين قادمتين من دولة الإمارات، على متن رحلة طيران وضبطت الجمارك مع الراكبتين عدد 12 قطعة ذهبية، أخفتاها في أجزاء حساسة، ودون مستندات، ما يتناقض مع أحكام قانون الجمارك الهندية. وأشارت تقارير صحفية هندية، إلى أن السلطات في مطار مومباي سبق وأوقفت سبع سودانيات في حوادث منفصلة على طائرات قادمة من دبي، وفي حوزتهم مئات الآلاف من الدولارات.
وبينما ينظر اتحاد الصاغة إلى أن عمليات تهريب الذهب من السودان للخارج، “عمل إيجابي”، ويساهم في خفض أسعار الدولار بالسوق الموازي، تعتبر المطارات أحد أهم منافذ التهريب، لدرجة أن تغيرات شاملة طالت على فريق تأمين المطار أكثر من مرة، أحياناً بشبهة التوا