عمار امون: نبحث إيقاف الحرب بمخاطبة الجذور التاريخية

عمار امون: نبحث إيقاف الحرب بمخاطبة الجذور التاريخية

الأمين العام للحركة الشعبية عمار امون لـ”سودان تايمز” :

حرب حكومة بورتسودان و”الدعم السريع” لا مثيل لها على الإطلاق
….
على “تقدم” أن تكون قوية وغير مجاملة وأن يكون لها القرار
….
هذه المرة نتحدث عن إيقاف الحرب بمخاطبة الجذور التاريخية
….
العلمانية ليس لديها معيار ..فلماذا لا نطبق “علمانية سودانية” ..؟

….

أديس أبابا: أحمد خليل

على هامش المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حاورت “سودان تايمز” الأمين العام للحركة الشعبية جناح القائد عبد العزيز الحلو / عمار امون، حيث استعرض المسببات التاريخية للحروب في السودان، وكيف لـ “تقدم” أن تضع حلولاً لوقف الحرب بمنأى عن المجاملة لأجندة التنظيمات أو الأشخاض، موضحاً أهمية دور دولة المواطنة، مقترحاً وضع علمانية سودانية خاصة بالسودانيين، كذلك أوضح بعض النقاط المتعلقة بالوضع الإنساني في السودان ككل وفي المناطق المحررة كجزء..

ما تقييمكم للوضع السياسي الحالي في السودان..؟
الوضع السياسي في السودان غير مشجع الحروب في السودان قديمة ومنذ العام 1955 إلى يومنا هذا، لكن الحرب التي تدور الآن بين حكومة بورتسودان والدعم السريع، هذه حرب لا مثيل لها في الحروب الأهلية على الإطلاق لأن بها كثير من الضغائن والتصفيات، يقتلون المواطنين ويمثلوا بجثثهم، وهذا أمر غريب في تاريخ الحروب السودانية، أما كيفية التوصل إلى إتفاق سياسي لوقف الحرب هذا ممكن ومن (تقدم) بالتحديد، ونشكرهم على دعوتهم لنا لحضور مؤتمرهم التأسيسي، يمكن تشكيل منصة انطلاقة لبناء السودان جديد والتخلص من العيوب والأمراض أصبحت تنخر جسم الدولة السودانية، على تنسيقية (تقدم) أن تكون قوية غير مجاملة، وأن يكون لها القرار في عدم تبني أفكار قادت إلى حروبات من قبل ترضية لتنظيمات أو شخصيات.. بهذه الطريقة يمكن إيقاف الحرب وكل الحروب المختلفة في السودان.

يمكن تكون ضمن التحالف..؟
الحديث عن تحالف بين (تقدم) والحركة الشعبية سابق لأوانه بكل وضوح نريد أن نرى الإتجاه التى تسلكه (تقدم)، نحن بقدر الإمكان نساعدهم في ذلك إذا تبنت مواقف كثيرة لوقف الحرب من أجل بناء سودان علماني ديمقراطي نقصد بالعلمانية فصل الدين عن الدولة، وأن لا يتدخل الدين في تشريعات الدولة ولا يتدخل في الرؤية الوطنية السودانية، وأن تكون الدولة محايدة في أمور الدين، تقف على مسافة متساوية من الأديان، والدين لا يستخدم كمعيار للمواطنة، أضف إلى ذلك الهوية السودانية، ويجب أن تكون مصدر الثراء والنعمة وليست نقمة وتفرقة، التعددية سِمة أساسية لسمات الدولة السودانية، ويجب أن تكون مصدر قوة وليس مصدر ضعف، هذه المباديء إذا حاولت (تقدم) أن تجامل فيها أعتقد اننا لن نبرح السودان القديم.

كيف يمكن أن نحقق ذلك..؟
هذه المرة نحن نتحدث عن إيقاف الحرب بمخاطبة الجذور التاريخية المسببة للحروب المتكررة في السودان لذلك قلت يجب الا نجامل.. وأحد جذور الأزمة تدخل الدين في السياسة.. السياسة قذرة وعندما تتدخل في الدين يتأثر بذلك، ولأجل أن يحافظ الدين على قدسيته يجب أن يكون وسط الشعب فالدين الأخلاق، الدين أُنزل للشعب وليس للدول، البشر يذهبون إلى المساجد والكنائس والحج، ولكن الدولة لا تذهب ولا تؤدي الفرائض والشعائر فلماذا أسلمة الدولة، الدين الأخلاق والشعب السوداني يظهر الأخلاق الدينية السمحة في المعاملات، أما الدولة فهي من صنع البشر وشأن عام يجمع بين المسلمين والمسيحيين واللا دينيين وهكذا وعندما تأسلم الدولة.. أين تذهب بقية الديانات! . لدينا تجربة أسلمة الدولة لمدة ثلاثين عاماً.. مالذي خلفته..؟
المآسي أصبحت تطال حتى الدين، إذا أخذنا تركيا كمثال نسبة المسلمين بها أكثر من نسبة المسلمين في السودان طبقت العلمانية ويسمونها العلمانية الإسلامية وتمضي الآن جيداً، لماذا نحن لا نطبق علمانية سودانية توضع للسودانيين، العلمانية ليس لديها معيار ثابت، (تقدم) يجب ألا تجامل في الأفكار التي أبقت على السودان مقسماً، جميع الأفكار الرجعية المهددة لتقسيم ماتبقى من السودان يجب أن تحاول (تقدم) وضع حد لهذه الأفكار.

لماذا رفضتم إتفاق المساعدات الإنسانية..؟
مبدئياً الحركة الشعبية تؤمن بأن كل إنسان محتاج يجب أن يجد المساعدات الإنسانية، وكذلك الحركة تؤمن بأن الإنسانية لا تتجزأ، فلماذا تصر الحكومة على إيصال المساعدات للمحتاجين في ولايات ثلاث فقط وجميع السودان يعيش في حرب طاحنة، هنالك أناس في مناطق أخرى يحتاجون للمساعدات الإنسانية العاجلة أكثر من المحتاجين في هذه الثلاث ولايات، قلناها لهم إذا دوافعكم إنسانية بحتة يجب أن تصل المساعدات لكل المتضررين في جميع أنحاء السودان.. هذا موقفنا في المفاوضات السابقة وموقفنا إلى يومنا هذا.

مفاوضات السلام تحتاج جهود كثيرة، هل يمكن أن تلعبوا دور الوساطة بين الطرفين..؟
لاتوجد مبادرة سلام الآن في الأفق، ولكن إذا طلب منا أن نكون وسيطاً أو لاعب دور لإحلال السلام بين الأطراف المتحاربة سنقبل هذا الدور بسبب الواجب الوطني، يحدث الجمع بين الأطراف عندما يقبلون بالوسيط وهذا هو الشرط الأول، وكذلك من الشروط الأساسية القبول بالمنبر.

كيف الأوضاع بالمناطق المحررة..؟
الأوضاع في المناطق المحررة آمنة، وأصبحت الآن أكثر مناطق آمنة في السودان، أحيانآ يأتي طيران حكومة بورتسودان تقصف المدنيين، وكنا قد فقدنا مؤخراً “11” طالب بمرحلة الأساس جراء ذلك، أما على صعيد الأمن الداخلي فدولة السودان الجديد أكثر مناً، وهنالك نذر مجاعة بسبب آفة الجراد وتذبذب هطول الأمطار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *