اشتباكات عنيفة في الفاشر وآلاف يفرون إلى المجهول

اشتباكات عنيفة في الفاشر وآلاف يفرون إلى المجهول

تصاعدت حدة الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور، صباح اليوم الإثنين، وشهدت مناطق وأحياء وأسواق وسط المدينة قتالاَ عنيفا بين الجيش والحركات المسلحة الموالية له من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.
وتسبب القتال في حالة من الفوضى العارمة، وفرار الآلاف من سكان المدينة، في ظل مخاوف من انحسار خيارات الخروج الآمن بسبب الحصار المحكم المفروض على الفاشر.
وقال آدم إسحاق، وهو أحد سكان الأحياء الشرقية في المدينة، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “إطلاق النار لم يتوقف منذ أكثر من 5 ساعات”، مشيرا إلى أن السكان يواجهون صعوبات كبيرة في الخروج من الفاشر بسبب كثافة النيران والانتشار الواسع للمقاتلين من الطرفين. وأضاف: “الشظايا تتساقط في البيوت، وهنالك ضحايا بالعشرات ولا توجد فرق إنقاذ أو أي وسائل للوصول إلى المستشفيات القليلة العاملة في المدينة”.
ومنذ أكثر من أسبوعين، تشدد قوات الدعم السريع من حصارها على المدينة التي تعتبر آخر مدن إقليم دارفور التي لا يزال للجيش وجود فيها.
وقال شهود عيان إن المئات من العربات المدرعة تصطف على طول الشريط الشمالي الشرقي من المدينة.
وحذرت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ودولة الإمارات من خطورة الأوضاع هناك، وناشدت طرفي القتال بالعمل على حماية المدنيين ومنع وقوع المزيد من الخسائر البشرية.
ويزداد الأمر خطورة في الفاشر في ظل الانقسامات الحادة بين الحركات المسلحة التي يزيد عددها على 80 حركة ومجموعة مسلحة، منها 6 حركات رئيسية تقاتل 3 إلى جانب الجيش، وهي حركات جبريل إبراهيم ومني أركي مناوي ومصطفى تمبور، وتتخذ اثنتان موقف الحياد هما حركتي الهادي إدريس والطاهر حجر، كما اصطفت إلى جانب الجيش مجموعة موسى هلال شيخ المحاميد إحدى بطون قبيلة الرزيقات، التي ينتمي إليها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.وتفاقمت الأوضاع في إقليم دارفور بشكل كبير، بعد اندلاع الحرب في الخرطوم منذ أكثر من
عام بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ودعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى وقف الهجمات والالتزام بتعهداتها بموجب القانون الدولي، وسط مخاوف من أن يكون القتال الحالي مدمرا للمدنيين، ويمكن أن يؤدي إلى توسيع نطاق الصراع على طول الخطوط القبلية في أنحاء ولايات دارفور الخمس.
يعيش إقليم دارفور، تدهورا كبيرا في الأوضاع الأمنية والإنسانية، وسط تقارير تشير إلى ارتفاع عدد القتلى خلال الأشهر الماضية إلى أكثر من 7 آلاف من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. ونزح أكثر من مليون شخص إلى تشاد المجاورة، وعدد من المناطق الداخلية في الإقليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *