شبح المجاعة يتهدد السودانيين بعد (٩) أشهر من الحرب.

شبح المجاعة يتهدد السودانيين  بعد (٩) أشهر من الحرب.

تقرير : سودان تايمز

شبح المجاعة بالسودان يقترب رويدا رويدا مع استمرار الحرب وارتفاع تكلفة المعيشية خاصة بعد زيادة الدولار الجمركي والذي تسبب في ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية المستوردة بجانب توقف الدولة عن صرف المرتبات لملايين الموظفين بالإضافة لتسريح الآف العمال والموظفين بالشركات الخاصة .

واضحى الموسم الزراعي للقمح في ولاية الجزيرة مهدد بالفشل بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة التي باتت معزولة و يعاني أيضا المزارعين في الشمالية ونهر النيل من إرتفاع تكلفة الأنتاج مما قلل من مساحات القمح.

أكثر من (400) مصنع للمواد الغذائية والاستهلاكية توقفت عن العمل في ولاية الخرطوم حيث تم نهبها وتعرضت لتدمير جزئ وبحسب الاحصائيات مجموع المصانع التي توقفت في السودان بسبب الحرب 5 آلاف مصنع كما تم تسريح 200 ألف عامل.

الواقع المأزوم دفع منظمات دولية للتحذير من مخاطر المجاعة في السودان.

*توقعات الأمم المتحدة*
برنامج الأغذية العالمي، حذر من أن أجزاء من السودان ، هي في خطر كبير بسبب الحرب مما قد يؤدي الى الانزلاق إلى مستويات جوع كارثية بحلول موسم الجفاف في العام المقبل إذا لم يتمكن البرنامج من توسيع نطاق الوصول إلى المساعدات الغذائية وتقديمها بانتظام للأشخاص المحاصرين في الصراع في المناطق الساخنة مثل الخرطوم ودارفور وكردفان.

ويُظهر تحليل جديد للأمن الغذائي في السودان أعلى مستويات الجوع المسجلة على الإطلاق خلال موسم الحصاد (من أكتوبر إلى فبراير)، وهي عادة فترة يتوفر فيها المزيد من الغذاء وإذا لم تتوفر زيادة كبيرة في المساعدات الغذائية بحلول موسم العجاف في مايو/ المقبل، فقد تشهد بؤر الصراع الساخنة ظهور جوع كارثي، المعروف أيضًا باسم المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.
*احصائيات*
يواجه ما يقرب من 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان الجوع الحاد (التصنيف IPC3+)
أي أكثر من ضعف العدد في نفس الوقت من العام الماضي.
هذا الرقم أعلى أيضاً من التوقعات الأولية التي بلغت 15 مليوناً والتي وردت في التقييم السابق في أغسطس، مما يدل على مدى سرعة تدهور وضع الأمن الغذائي.
حاليًا، يوجد ما يقرب من 5 ملايين شخص في مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي (IPC4)
مع وجود أكثر من ثلاثة أرباع من هؤلاء الأشخاص محاصرين في مناطق يمكننا إيصال المساعدات الإنسانية إليها بشكل متقطع فقط، وآخرون في مناطق يستحيل الوصول إليها بسبب القتال المستمر.

مصير مجهول

يقول علي محمد نعيم عضو تجمع مزارعي الجزيرة والمناقل (لسودان تايمز) أن الوضع كارثي بمعني الكلمة حيث توقف المزارعين في منتصف الطريق القمح الآن يحتاج للتسميد والرى.

وأضاف: هنالك حوالي (350) الف فدان قمح شتوي ماعداء المناقل ربما تموت عطش أو تتلف وحتي اذا اكتملت الأنبات كيف سيكون الحصاد؟ من أين الحاصدات والعمال والخيش؟ وغيره.

*شبح الجوع*

يقول الاقتصادي إبراهيم الجعلي (لسودان تايمز) أن الحديث عن المجاعة وأقعي جدا في ظل ظروف الحرب.
موضحا أن المجاعة لاتعني عدم توفر السلع، ولكن ارتفاع سعرها وعدم المقدرة علي الشراء يصنف أيضا في خانة الجوع وحاليا الآف السودانيين جوعي.

وأوضح إبراهيم أن هنالك ولايات أصبحت معزولة بسبب الحرب مثل النيل الأبيض، الجزيرة، شمال كردفان وشمال دارفور والخرطوم .. المواطنين هنالك يعانون من شح وندرة السلع والمواد الاستهلاكية بجانب عدم مقدرتهم علي الشراء والحركة في ظل البطالة وسؤء الأحوال الأمنية .

أيضا هنالك الآف المواطنين النازحين في المعسكرات ودور الإيواء يعانون من نقص الأغذية.

وأشار إلى أن المخزون الاستراتيجي للسلع (قمح ذرة) بالبنك الزراعي معدومة والمواد التموينية والبترولية في حالة (صفرية) وقال: حاليا الدولة شغالة (رزق اليوم باليوم) كما ان فشل الموسم الزراعي للقمح بالجزيرة سيزيد الطين بله كمحصول رئيسي واستراتيجي .
*تكاليف*
من جانبه قدر عضو الغرفة التجارية حسن عبدالله نسبة الإرتفاع في الأسعار ب(30%) منذ إندلاع الحرب وحتي الآن .

وتوقع حسن أن تواصل الأسعار في الإرتفاع بعد تحريك سعر الدولار الجمركي من 650 إلى 950 قائلا : التكلفة لن يدفعها المواطن لوحدة بل سيتحملها أيضا التجار الذين يتعرضون لخسائر كبيرة تضاف لخسائر الحرب حيث أن الأرباح حاليا تعتبر هامشية فيما احجم الكثيرين عن التجارة وفضلوا الهجرة للخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *