السودان : قادة الحركات المسلحة يطالبون بالابتعاد عن المشاكسات السياسية
وصف رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك وصول قادة الكفاح المسلح إلي أرض الوطن بعد توقيع السلام الشامل مع الحكومة بجوبا انه تدشين حقيقي لعملية بناء السلام بالبلاد” وبداية إغلاق صفحة الحرب للأبد .وقال خلال لقاء قادة الأطراف الموقعة على اتفاق جوبا أمس ، قال أن حركات الكفاح المسلح ” طرف أصيل في نضال الشعب السوداني الذي أوصلنا الى هذا اليوم التاريخي وأن الشعب السوداني يستحق أن ينعم بالسلام” وأضاف اليوم نبدأ الخطوات الأولى لوضع حد لمعاناة النازحين ومخاطبة قضاياهم ، مبيناً أنه ولأول مرة نصل إلى سلام يخاطب جذور الأزمة وبناء الدولة السودانية بشكل حقيقي. وأوضح حمدوك أن عملية السلام تتم في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد وهنالك تحديات كثيرة مثل الوضع الاقتصادي ومعاش الناس وجائحة كورونا. وقال أن السلام يصب في تخفيف معاناة الناس. وأضاف بالإرادة القوية والعزيمة سنتخطى كل تعقيدات بناء السلام على الارض.
و طالب نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان حميدتي، الجميع بالنظر إلى اتفاق السلام بعين الرضا، داعياً رئيس الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو ورئيس تحرير السودان عبدالواحد نور إلى الالتحاق بقطار السلام.
وقال حميدتي خلال مخاطبة الاحتفال باستقبال قادة الكفاح المسلح وشركاء السلام بساحة الحرية بالخرطوم، إن السلام لم ولن يكن خصماً على أحد، ودعا شركاء الفترة الانتقالية إلى التوافق على مصلحة ووحدة السودان وتحقيق شعار الثورة (حرية.. سلام وعدالة).
وكانت قيادات الجبهة الثورية وصلت الخرطوم أمس برئاسة الدكتور الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية وقيادات الجبهة ، جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة الامين العام للجبهة الثورية ، ومالك عقار اير رئيس الحركة الشعبية شمال نائب رئيس الجبهة الثورية ، وخالد محمد اديس جاويش رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة ، واسامة سعيد رئيس مؤتمر البجا المعارض والناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية والطاهر موسي حجر رئيس تجمع قوي تحرير السودان وكل قيادات أطراف السلام
وعقدت قيادات الجبهة الثورية مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم فور وصولهم وقال رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي “اتينا لتصغير العداد” وترجمة اتفاق السلام في ارض الواقع” وقال جئنا لنحمل عبء الانتقال الديمقراطي واضاف علينا أن نضبط الشارع باستخدام الحريات ،ودعا للإسراع في ترتيبات عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، وشدد على ضرورة الابتعاد عن المشاكسات بين السياسيين والمواطنين وطالب مناوي الشعب السوداني للتعامل مع الحريات بطريقة مهذبة، والابتعاد عن المشاكسات وأضاف نحن أصبحنا جزء من تحمل المسؤولية من تركة الإنقاذ.
ومن جهته اعلن رئيس الجبهة الثورية السودانية د. الهادي إدريس، رئيس حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي، دخول اتفاق السلام حيز التنفيذ، مؤكداً أن حركات الكفاح المسلح أصبحت جزءا من الحكومة الانتقالية وأنها ستتحمل مسؤوليتها
وأكد سعي المنضمين الجدد للحكومة الانتقالية لحل الأزمات التي يعاني منها المواطن خاصة أزمات الوقود والخبز. وقال إن الاتفاقية ليست ملكا لموقعيها وانما لكل الشعب و شدد على ضرورة الالتزام بالسلام وعدم تحويل حالة السلام إلى فوضى.
ودعا الى ضرورة سد الفجوة التنموية بكل الأقاليم وأكد التزام أطراف العملية السلمية بالعمل المشترك لتنفيذ الاتفاق باعتباره الهدف الأسمى للجميع ، داعيا جميع رفقا الكفاح المسلح الذين لم يوقعوا على اتفاق السلام بالانضمام الي ركب السلام لمصلحة الشعب داعيا كل القوى السياسية بالسودان خاصة الشركاء في العمل سويا من أجل الوحدة بين مختلف مكونات السودان السياسية.
ومن جانبه اكد الوسيط بمفاوضات السلام توت قلواك على أهمية السلام وقال سنعمل جاهدين على ضم الذين لم يوقعوا للسلام في أقرب فرصة، وقال ان وصول عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان الى يوغندا يمثل خطوة للأمام تجاه العملية السلمية في السودان ، وقال إن السلام سيحقق تطلعات المواطنين في تحقيق الأمن والاستقرار مؤكداً أن تحقيق السلام بالسودان يحقق الاستقرار لدولتي السودان وجنوب السودان ، مطالباً السودانيين بالعمل لمرحلة جديدة من الاستقرار والتعايش.