القيادية في الحزب الشيوعي :التسوية السياسية تمكن العسكر من السلطة وتؤمن للمجرمين الافلات من العقاب

القيادية في الحزب الشيوعي :التسوية السياسية تمكن العسكر من السلطة وتؤمن للمجرمين الافلات من العقاب

حوار: عماد النضيف
* يقترب الفرقاء السودانيون من التوصل لتسوية سياسية تخرج البلد من مأزق (25) اكتوبر وتعيد مسار التحول ديمقراطي، وسط رفض واسع من الحزب الشيوعي والبعث العربي ولجان المقاومة التي رفعت شعار (لا تفاوض… لا شراكة… لا شرعية) للمكون العسكري، وتبحث عن مسار يخدم أهداف ثورة ديسمبر ويُحدث تغييراً جذرياً في بنية النظام القديم، لتحقيق انتقال ديمقراطي مستدام.

الاتفاق المرتقب بين الجيش والمدنيين الموسوم بالتسوية السياسية شغل الرأي العام، لذلك استنطقت (الانتباهة) القيادية في الحزب الشيوعي آمال الزين حول موقف الحزب من التسوية السياسية، وردت بكل شفافية ووضوح على الاسئلة.. فإلى مضابط الحوار:

* هنالك حديث عن تسوية مرتقبة بين المكون العسكري والمدنيين؟
ــ كل الأطروحات التى تقوم على التسوية تسعى لحماية الطغمة الحاكمة بالتنازل عن السلطة المدنية الكاملة والتنازل عن محاسبة القتلة والجناة الذين قتلوا ابناء الشعب السودانى وفقأوا عيونهم وبتروا أطرافهم ومثلوا بجثثهم والقوهم فى النهر مكتوفى الايدى والاقدام،
وكل التسويات المطروحة تمثل بالنسبة لنا محاولات لقطع الطريق امام اكمال مهام ثورة ديسمبر واستكمال الاستقلال السياسي باستقلال اقتصادى ثقافى اجتماعى والوصول لديمقراطية حقيقية تنهى احتكار السلطة والثروة وتحقق السلام بإزالة اسباب الاحتراب من تمييز وقهر وتسلط وانتهاك للحقوق.

* الحزب الشيوعي ظل يرفض كل الأطروحات الوطنية التي تنادي بالحل.. ما هي وجهت نظركم للحل؟
ــ الذين يرون فى تمسكنا بإسقاط الانقلاب وعودة العسكر للثكنات وحل مليشيات الجنجويد مجانبة للواقعية، لا يدركون قوة الجماهير ولا يؤمنون بها، وهم فى قرارة أنفسهم لا يؤمنون بالنضال السلمى ولا يعتقدون الا فى الرصاصة والبطش. ونحن الشيوعيين السودانيين كنا وباستمرار ندرك عظمة هذا الشعب وقدرته على هزيمة الطغاة مهما كانت قوتهم، ونحن من قال حادينا: (والبزدريك يا ويلو من غضبك عليه ومن مشيك
يا ويلو من أجله الوشيك).

* البعض يرى أن تمسككم بإسقاط الانقلاب وعودة الجيش للثكنات غير واقعي، وذلك نظراً للتحديات الماثلة في البلاد؟
ــ نعم نحن ضد الحلول التى لا تحقق مصالح الجماهير، ولا تقود البلاد إلا لجحيم الحرب والانفلات الأمنى، ولا تؤمن معاش الناس ولا تحقق الحياة الكريمة لشعبنا. ونحن ضد التسوية لانها تمكن العسكر من السلطة وتؤمن للمجرمين الإفلات من العقاب، وتحول دون استكمال مهام الثورة.
* موقف الحزب الشيوعي ظل مثار انتقاد من جميع الأطراف بأنكم تعيقون مسار الحل؟
ــ سنظل نتمسك بذلك فى الحزب الشيوعى. ولمصالح شعبنا والحلول الجذرية لقضايا الأزمة السودانية نحن باقون فى خندق الشارع وملتزمون بشعاراته مهما تكالبت علينا القوى الاخرى.

* هنالك تصدع وتشظٍ في قوى الثورة وانحسار المظاهرات في الشارع.. هل هذا يساعد قوى الهبوط الناعم في الجلوس للحوار؟
ــ الشارع الآن يستكمل أدواته بتصاعد الحركة المطلبية، وتتكامل أضلاعه بانخراط فئات جديدة فى النضال ضد سلطة الانقلاب، وإذا كانت الجماهير تلتقط أنفاسها بين الفينة والأخرى فلا يعنى هذا توقف المد الثورى أو انحساره، وإنما يعني مزيداً من التنوع ومزيداً من الادوات ومزيداً من الاتساع.

* انتم متهمون بكتابة الملاحق الاقتصادية في الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب كيف تردون؟
ــ نحن لم نكتب الملحق الاقتصادى، ولجان المقاومة لا تعوزها القدرة على كتابته ولا على معرفة اين يكمن العطب فى السياسات التى تمارسها النخب الحاكمة منذ الاعلان عن الاستقلال السياسي وحتى الآن، وهى قادرة على تبني وفرض السياسات التى تنتزع البلاد من غياهب الفقر والجوع والتخلف.

* لديكم خطوات لإنشاء لجان في الأحياء موازية للجان المقاومة.. إلى أين وصلتم في ذلك؟
ــ ليس صحيحاً أن لدى الحزب الشيوعى خطوات لانشاء لجان فى الاحياء موازية للجان المقاومة، وقد حدث تحريف ومحاولة تشويه لقرار اللجنة المركزية للحزب الذى تحدث عن التحالف الديمقراطى، وهو تحالف راسخ بين الشيوعيين والديمقراطيين لازم مسيرة الحزب منذ خمسينيات هذا القرن، وكان موجوداً فى مجالات العمل والسكن عندما رأينا في عام ٢٠١٣م تكوين لجان المقاومة التحالف الجماهيرى الأوسع فى تاريخ السودان.

* هل تستطيع الآلية الثلاثية واللجنة الرباعية احداث التوافق اللازم؟
ــ تستطيع الآليتان الثلاثية والرباعية احداث التوافق الموجود اصلاً بين قحت والعسكر والفلول والحركات المسلحة، ولكنها لن تستطيع إضافة سودانى واحد لهذه المجموعات، وستستمر قوى التغيير الجذرى فى تنظيم صفوفها وتجميع قواها، وقطعاً ستمضي في طريق الثورة حتى تحقيق جميع الاهداف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *