ناشطات: تحرش القوات النظامية بالنساء لن يوقف نضالهن

ناشطات: تحرش القوات النظامية بالنساء لن يوقف نضالهن

الخرطوم: أحمد الشيخ
(الإغتصاب من ضمن أسلحة الديكتاتوريات لإرجاع النساء للخطوط الخلفية وكسر إرادتهن، لكنه فشل في كل مراته) حسب أميرة عثمان رئيسة مبادرة لا لقهر النساء. عدد كبير من الفتيات والنساء تعرضن للعنف الجنسي -حسب ناشطات في مجال حقوق المرأة- من قبل القوات النظامية في محيط القصر الجمهوري أثناء فض إعتصام دعت له لجان مقاومة ولاية الخرطوم.
وكشف مدير منظمة حاضرين ناظم سراج عن تعرض (5) فتيات للعنف الجنسي بينهن (2) تم إغتصابهن من قبل قوات نظامية ودونت الفتاتين بلاغات ضد أفراد ينتمون لقوات نظامية، وأكد سراج إصابة أكثر من (300) ثائر في كل مدن السودان وإستشهاد ثائر برصاص في الرأس. وأوضح أن (3) إصابات بالرصاصاص الحي في الرأس و(9) إصابات بالغاز المسيل للدموع (البمبان) أربعة منها في العين. وذكر سراج لـ(سودان تايمز) أن عشرات أصيبوا بكسور في الأرجل والأيدي.
وخرج مئات الآلاف في مليونية 19 ديسمبر فيما عرف بمليونية (تحرير الخرطوم) ووصل السوار البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري وفابلتهم قوات الأمن بعنف مفرط.
واستنكرت ناشطات تعرض عدد كبير من الفتيات للإعتداء والتحرش من قبل القوات النظامية لإجبارهن على عدم الخروج، وقالت الصحفية درة محمد مختار قمبو (إن القوات النظامية استخدمت سلوك قديم استخدمه النظام البائد وهو إستخدام التحرش الجنسي كسلاح للحد من مشاركة الفتيات في المواكب). وذكرت لـ(سودان تايمز) أن تعرض الفتيات لإعتداء الجنسي ليس سلوك فردي وإنما ممنهج ومقصود، لتحريك مفهوم الوصمة وتخوبف الأسر ومحاولة فرض التفكير المتشدد تجاه المرأة. وقالت (لن ينجح العسكر في تقليل مشاركة النساء اللائي خرجن ويتوقعن الموت لن تثنيهن الأفعال الرخيصة عن المشاركة).
وشكت ثائرات وثوار من أن القوات الأمنية نهبت منهم الهواتف النقالة وبعض الممتلكات أثناء وبعد فض إعتصام الثوار أمام القصر الجمهوري.
وكان قائد الجيش قد إنقلب على الحكومة المدنية في 25 إكتوبر 2021، ووقع اتفاق مع رئيس الوزراء في 21 نوفمبر 2021، فيما عرف بإتفاق حمدوك-البرهان.
وقالت القيادية بتجمع القوى المدنية ميرفت حمد النيل إن الإعتداء والتحرش الجنسي والعنف الذي مارسته القوات الأمنية يهدد حق التعبير وحق الحياة بكرامة، ويدلل على أن اتفاق حمدوك- البرهان لم يحقن دماء الثوار وكرامتهم ولم يجمي الشعب لأنه شرعنة للإنقلاب. وذكرت ميرفت لـ(سودان تايمز) إنهم حاولوا كسر إرادة الشعب من خلال الإعتداء جنسياً على النساء في مجزرة القيادة في 3 يونيو 2019، لكنهم فشلوا وسيفشلون مرة أخرى لأن النساء قادرات على الإستمرار في البذل والعطاء. وطالبت بمحاسبة المسئولين ال ين سمحوا بالإعتداء الجنسي ومحاسبة المتورطين. وشددت على ضرورة تقديم الدعم لضحايا العنف الجنسي.
ووصفت مديرة مركز سيما ناهد جبر الله إستخدام الإغتصاب الجنسي بأنه ممارسة منحطة لقهر المجتمعات التي حدثت فيها نزاعات مثل ما حدث في دارفور إبان عهد المخلوع عمر البشير، وقالت (الإغتصاب من الجرائم ضد الإنسانية ويحاسب عليها القانون السوداني والمواثيق الدولية). وأضافت (حدوث الإغتصاب في مسيرةأمس فضح ممارسات القوة الإنقلاب الظلامية وإنحطاط القوات النظامية المفترض تحمي بنات السودان لا تتحرش بهن).وقالت (الإسلوب الغذر المنحط الذي يشبه المليشيات والجنجويد لن يزيد النساء إلا إصراراً على مواجهة صلف العسكر الإنقلابيين).
وذكرت جبر الله إن الهدف من التحرس هو كسر إرادة النساء وتقليل مشاركتهن في المواكب. وطالبت ناهد بإجراء تحقيق فوري في إتهام القوات النظامية بالتحرش والإغتصاب وتقديم المتورطين للعدالة.
وأشارت إلى أن مركز سيما الذي تديره يقدم إستشارات ومساعدات للنساء الضحايا بشكل يومي، وقال (يجب تجاوز الوصمة الإجتماعية الناتجة عن التحرش والإعتداء الجنسي).
وذكرت أميرة عثمان أن العسكر الإنقلابيين جربوا الإغتصاب كسلاح في فض إعتصام الثوار أمام قيادة الجيش، لكنه لم يوقف مسيرة المرأة التي ستنتصر في النهاية. وقالت (خرجنا نواجه الرصاص من أجل حياة كريمة وإيقاف الإغتصاب والإعتداء على النساء في كل أرجاء السودان). ودعت للتضامن مع الضحايا ومساعدتهن للخروج من الوصمة الإجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *