حينما يخرج التوافق السياسي من بطون قادة الثورية

مواقف وسوالف

خالد الضبياني

مفهوم التوافق الوطني يعبر عن الثوابت والأسس التي تجمع عليها اغلبية المجتمع،وهذه الثوابت ليست ثوابت اغلبية سياسية بمعنى انها لا تعبر عن مواقف او مطامع سياسية لعدد من الاحزاب وإنما هي ثوابت اغلبية مجتمعية تتكون من المواطنين ذو الإنتماء السياسي او غير ذلك تجمع بينها مصالح وطنية قومية،وتبعد تماما عن البرامج حزبية كانت او سياسية بل اسس يبنى عليها النظام السياسي والتي يتوافق عليها المجتمع في خيارات مصيرية كالدستور والهوية وضمان الحرية والديمقراطية والشفافية والمشاركة في الحياة السياسية للجميع دون اي قيود،السودان الوطن منذ الاستقلال وحتى الان لم يخرج من دائرة الاستقطاب السياسي والتمكين والاقصاء،حتى ما يسمى بحكومة الوفاق التي اعقبت الحوار الوطني لم تخرج من كونها محاصصات مع احزاب ليست لها حاضنة سياسية حقيقية،ونجد التصريحات وقتها تتدثر بثوب العنجهية والعلو على القوى السياسية (الزارعنا غير الله يجي يقلعنا)،ولكن من المفرح ويثلج الصدور ان تاتي تصريحات قادة الثورية منادية بوفاق سياسي شامل دون اي إقصاء،وقد إبتدر ذلك الأستاذ ياسر عرمان مناديا بتوافق سياسي يشمل حتى الاسلاميين النزيهين بإعتبار ان التعميم مخل،ثم تتوالى تصريحات الدكتور جبريل إبراهيم والقائد مالك عقار واركو مناوي،جميعهم دعوا الى إجماع سياسي دون اي إقصاء وأنتقدو نهج إستبدال تمكين بتمكين جديد،إنها لبادرة حميدة تحسب لهم لأننا ظللنا نفتقر للتصريحات المتوازنة،فترة من الزمان نعاني من سوء الخطاب السياسي والتصريحات التي تفرق وتشرزم ولكن نحمد الله ان ينصلح العود المعوج وعلى ايدي من حمل السلاح،هنيئا للسودان بمن يتحدثون تصالحا وعفوا وهنيئا للسودان بالسلام الذي تحقق ونتمنى ان ينضم الى الركب القائدين عبدالواحد محمد نور والجنرال عبدالعزيز الحلو،نسأل الله ان نرى ما صرح به قادة الثورية واقعا معاشا يلامس هموم الوطن والمواطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *